الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً }

{ وعرضوا } اى الخلائق يوم القيامة يعنى المحشورين { على ربك } على حكمه وحسابه { صفا } مفرد منزل منزلة الجمع كقوله تعالىثم يخرجكم طفلا } اى اطفالا والمعنى صفوفا يقف بعضهم وراء بعض غير متفرقين ولا مختلطين شبهت حالهم بحال الجند المعروضين على السلطان ليحكم فيهم بما اراد لا ليعرفهم { لقد جئتمونا } اى فيقال لهم ثمة لقد جئتمونا كائنين { كما خلقناكم اول مرة } حفاة عراة لا شئ من المال والولد. " وعن عائشة رضى الله عنها قلت يا رسول الله كيف يحشر الناس يوم القيامة قال " عراة حفاة " قلت والنساء قال " نعم " قلت يا رسول الله نستحيى قال " يا عائشة الامر اشد من ذلك لن يهمهم ان ينظر بعضهم الى بعض " وفى التأويلات { وعرضوا على ربك صفا } اى صفا صفا من الانبياء والاولياء والمؤمنين والكافرين والمنافقين ويقال لهم { لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة } فى خمسة صفوف صف من الانبياء وصف من الاولياء وصف من المؤمنين وصف من الكافرين وصف من المنافقين { بل زعمتم } ايها الكافرون المنكرون للبعث والزعم الادعاء بالكذب { ان } مخففة من الثقيلة { لن نجعل لكم موعدا } بل للخروج والانتقال من قصة الى اخرى كلاهما للتوبيخ والتقريع اى زعمتم فى الدنيا انه لن نجعل لكم ابدا وقتا ننجز فيه ما وعدناه على ألسنة الانبياء من البعث وما يتبعه. والآية تشير الى عزته تعالى وعظمته واظهار شظية من صفة جلاله وقهره وآثار عد له لينتبه النائمون من نوم غفلتهم ويتأهب الغافلون باسباب النجاة لذلك اليوم ويصلحوا امر سريرتهم وعلانيتهم لخطاب الحق تعالى وجوابه اذ اليه المرجع والمآب والعرض على الله هو العرض الاكبر ليس كعرض على الملوك. قال عتبة الخواص بات عندى عتبة الغلام فبكى حتى غشى عليه فقلت ما يبكيك قال ذكر العرض على الله قطع او صل المحبين - حكى - ان سليمان بن عبد الملك وهو سابع خلفاء المروانية قال لابى حازم ما لنا نكره الآخرة قال لانكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة فتكرهون الانتقال من العمران الى الخراب فقال صدقت يا ابا حازم فياليت شعرى مالنا عند الله تعالى غدا قال ان شئت تعلم ذلك ففى كتاب الله فقال اين اجده فقال فى قولهان الابرار لفى نعيم وان الفجار لفى جحيم } قال فكيف يكون العرض على الله تعالى فقال اما المحسن فكالغائب يقدم على اهله مسرورا واما المسيئ فكالآبق يقدم على مولاه محسورا فبكى سليمان بكاء شديدا قال الشيخ سعدى قدس سره
نريزد خدا آب روى كسى كه ريزد كناه آب جشمش بسى كر آيينه ازآه كردد سياه شود روشن آينيه دل زآه بترس ازكناهان خويش اين نفس كه روز قيامت نترسى زكس بليدى كند كربه در جاى باك جو زشتش نمايد بيوشد بخاك تو آزادى ازنا بسنديدها نترسى كه بروى فتد ديدها بر انديش ازبنده بر كناه كه ازخواجه غائب شود جندكاه اكرباز كردد بصدق ونياز بزنجير وبندش نيار ندباز   

السابقالتالي
2