الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً }

{ هنالك } اى فى ذلك المقام وتلك الحال دروقت زوال نعمت { الولاية لله الحق } اى النصرة له تعالى وحده لا يقدر عليها احد وهو تقرير لقوله تعالىولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله } او ينصر فيها اولياءه المؤمنين على الكفرة وينتقم لهم كما نصر بما فعل بالكافر اخاه المؤمن وحقق ظنه وترك عدوه مخذولا مقهورا ويؤيده قوله تعالى { هو } اى الله تعالى رخير ثوابا وخير عقبا } بمعنى العاقبة اى لاوليائه. قال سعدى المفتى وعقبى يشمل العاقبة الدنيوية ايضا كما لا يخفى. قال فى الجلالين افضل ثوابا ممن يرجى ثوابه وعاقبة طاعته خير من عاقبة طاعة غيره. واعلم ان هذه القصة مشتملة على فوائد كثيرة واعظمها ان التوحيد وترك الدنيا سبب للنجاة فى الدارين والشرك وحب الدنيا سبب للهلاك فيهما. وعن وهب بن منبه انه قال جمع عالم من علماء بنى اسرائيل سبعين صندوقا من كتب العلم كل صندوق سبعون ذراعا فاوحى الله تعالى الى نبى ذلك الزمان ان قل لهذا العالم لا تنفك هذه العلوم وان جمعت اضعافا مضاعفة ما دام معك ثلاث خصال حب الدنيا ومرافقة الشيطان وايذاء مسلم وذلك ان فعرون علم نبوة موسى عليه السلام ولكن منعه حب الدنيا والرياسة عن المتابعة فلم ينفعه علمه المجرد وكذا علم ابليس حال آدم عليه السلام واليهود حال نبينا صلى الله عليه وسلم وما سعدوا بمجرد علمهم وما وجدوا خير عاقبة ولو عملوا بما وعظوا لنجوا وفى المثنوى
كرجه ناصح را بود صد داعيه بند را اذ نى ببايد واعيه تو بصد تلطيف بندش مى دهى او ز بندت ميكند بهلوا تهى بك كس نا مستمع زاستيز ورد صد كس كوينده را عاجز كند زانبيا نا صح تروخوش لهجة تر كى بود كه رفت دمشان درحجر زانكه كوه وسنك دركار آمدند مى نشد بدنحت را بكشاده بند آنجنان دلها كه بدشان وما ومن نعتشان شد بل اشد قسوة   
ألا يرى لم ينجع فيه وعظ اخيه المسلم لزيادة قسوة قلبه فآلت عاقبته الى الندامة.