الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً }

{ ودخل } صاحب الجنتين وهو قطروس { جنته } بصاحبه يطوف به فيها ويعجبه منها ويفاخره بها وتوحيدها يعنى بعد التثنية لاتصال احداهما بالاخرى واما لان الدخول يكون فى واحدة فواحدة. وقال الشيخ افردها ارادة للروضة { وهو } اى والحال انه { ظالم لنفسه } ضار لها يعجب بماله وكفره بالمبدأ والمعاد وهو اقبح الظلم كأنه قيل فماذا قال اذ ذاك { قال ما اظن } كثيرا ما يستعار الظن للعلم لان الظن الغالب يدانى العلم ويقوم مقامه فى العادات والاحكام ومنه المظنة للعلم { ان تبيد } تفنى وتهلك وتنعدم من باد اذا ذهب وانقطع { هذه } الجنة { ابدا } الابد الدهر وانتصابه على الظرف والمراد هنا المكث الطويل وهو مدة حياته لا الدوام المؤبد اذ لا يظنه عاقل لدلالة الحس والحدس على ان احوال الدنيا ذاهبة باطلة فلطول امله وتمادى غفلته واغتراره بمهلته قال بمقابلة موعظة صاحبه وتذكيره بفناء جنته والاغترار بها وامره بتحصيل الباقيات الصالحات.