الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِٱلْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً }

{ سيقولون } الضمائر فى الافعال الثلاثة للخائضين فى قصتهم فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم من اهل الكتاب والمسلمين لكن لا على وجه اسناد كل فيها الى كلهم الى بعضهم سألوا رسول الله فاخر الجواب الى ان يوحى اليه فيهم فنزلت اخبارا بما سيجرى بينهم من اختلافهم فى عددهم وان المصيب منهم من يقول سبعة وثامنهم كلبهم اى سيقول اليهود هم اى اصحاب الكهف { ثلثة } اى ثلاثة اشخاص { رابعهم كلبهم } اى جاعلهم اربعة بانضمامه اليهم كلبهم { ويقولون } اى النصارى وانما لم يجئ بالسين اكتفاء بعطفه على ما هو فيه { خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب } رميا بالخبر الخفى عليهم واتيانا به كقوله { ويقذفون بالغيب } اى يأتون او ظنا بالغيب من قولهم رجما بالظن اذا ظن وانتصابه على الحالية من الضمير فى الفعلين معا اى راحمين او على المصدر منهما فان الرجم والقول واحد اى يرجمون رجما بالغيب { ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم } القائلون المسلمون بطريق التلقن من هذا الوحى وما فيه مما يرشدهم الى ذلك من عدم نظم فى سلك الرجم بالغيب وتغيير سبكه بزيادة الواو المفيدة لزيادة وكادة النسبة فيما بين طرفيها وذلك لان الوحى مقدم على المقالة المذكورة على ما يدل عليه السنن { قل } تحقيقا للحق وردا على الاولين { ربى اعلم }. قال سعدى المفتى اى اقوى علما وازيد فى الكيفية فان مراتب اليقين متفاوتة فى القوة ولا يجوز ان يكون التفضيل بالاضافة الى الطافئتين الاوليين اذ لا شركة لهما فى العلم { بعدتهم } بعددهم { ما يعلمهم الا قليل } ما يعلمهم عدتهم الا قليل من الناس قد وفقهم الله للاستشهاد بتلك الشواهد. قال ابن عباس رضى الله عنهما حين وقعت الواو وانقطعت العدة اى لم يبق بعدها عدة عاد يعتد بها وثبت انهم سبعة وثامنهم كلبهم قطعا وجزما وعليه مدار قوله انا من ذلك القليل. وعن على رضى الله عنه انهم سبعة نفر اسماؤهم يمليخا ومكشليينا ومشليينا هؤلاء اصحاب يمين الملك وكان عن يساره مرنوش ودبرنوش وشازنوش وكان يستشير هؤلاء الستة فى امره والسابع الراعى الذى وافقهم حين هربوا من ملكهم دقيانوس واسمه كفشططيوش او كفيشيططيوش. قال الكاشفى الاصح انه مرطوش. قال النيسابورى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان اسماء اصحاب الكهف تصلح للطلب والهرب واطفاء الحريق تكتب فى حرقة ويرمى بها فى وسط النار ولبكاء الطفل تكتب وتوضع تحت رأسه فى المهد وللحرث تكتب على القرطاس وترفع على خشب منصوب فى وسط الزرع وللضربان والحمى المثلثة والصداع والغنى والجاه والدخول على السلاطين تشد على الفخذ اليمنى ولعسر الولادة تشد على فخذها اليسرى ولحفظ المال والركوب فى البحر والنجاة من القتل { فلا تمار } والمماراة ستيزه كردن الفاء لتفريع النهى على ما قبله اى اذ قد عرفت جهل اصحاب القولين الاولين فلا تحاد لهم { فيهم } اى فى شأن اصحاب الكهف { الا مراء ظاهرا } الا جدالا ظاهرا غير متعمق فيه وهوان تقص عليهم ما فى القرآن من غير تصريح بجهلهم وتفضيح لهم فانه مما يخل بمكارم الاخلاق { ولا تستفت } وفتوى مجوى يعنى مبرس { فيهم } اى فى شأنهم { منهم } اى من الخائضين { احدا } فان فيما قص عليك لمندوحة عن ذلك مع انه لا اعلم لهم بذلك.

السابقالتالي
2