الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً }

{ وترى الشمس } يا محمد او يا من يصلح للخطاب ويتأتى منه الرؤية وليس المراد به الاخبار بوقوع الرؤية تحقيقا بل الانباء بكون الكهف بحيث لو رأيته ترى الشمس. قال الكاشفى آورده اندكه جوانان اتفاق نموده بكوه در آمدند وشبان ايشانرا بغار در آورد وجون درو قرار كرفتند حق سبحانه وتعالى خواب برايشان كما شت هما نجا بخفتند دقيانوس بعد ازدوسه روزى بافسوس باز آمده احوال جوانان برسيد وجون ازفرار ايشان خبر يافت آباء ايشانرا براحضار ايشان تكليف نمود كفتند اى ملك مبلغى اموال ما برده بدين كو متحصن شدند دقيانوس باجمعى ازعقب ايشان برفت وايشانرا درون غار تكيه كرده يافت بنداشت كه بيدارندكفت درغاررابسنك بر آريد تاهم آنجا بميرند بس درغاررا استوار كردند ودومؤمن ازمقربان دقيانوس اسامى واحاوال جوانرا برلوحى ازسنك نقش كرد ودرديوار غار وضع كردند باميد آنكه شايد كسى روزى آنجارسد وازحوال ايشان خبر دار كردد. يقول الفقير فيكون ما ذكر فى الآية من تزاور الشمس وقرضها طالعة وغاربة قبل ان سد دقيانوس باب الكهف اذ لا يتصور دخول شعاع الشمس من الباب المسدود حتى يحتاج الى التزاور والقرض كما لا يخفى { اذا طلعت تزاور } اى تتزاور وتتنحى وتميل بحذف احدى التاءين من الزور بفتح الواو وهو الميل { عن كهفهم } الى آووا اليه فالاضافة لادنى ملابسة { ذات اليمين } اى جهة ذات يمين الكهف عند توجه الداخل على قعره اى جانبه الذى يلى المغرب فلا يقع عليهم شعاعها فيؤذيهم لان الكهف كان جنوبيا اى كانت سحاته داخلة فى جانب الجنوب اوزوّرها الله عنهم وصرفها على منهاج خرق العادة كرامة لهم وحقيقتها الجهة ذات اسم اليمين اى الجهة المسماة باسم اليمين { واذا غربت } اى تراها عند غروبها { تقرضهم } القرض القطع ومنه المقراض اى تقطعهم ولا تقربهم { ذات الشمال } اى جهة ذات شمال الكهف اى جانبه الذى يلى المشرق. وفى القاموس تقرضهم ذات الشمال اى تخلفهم شمالا وتجاوزهم وتقطعهم وتتركهم على شمالها { وهم فى فجوة منه } الفجوة الفرجة وما اتسع من الارض وساحة الدار وهى جملة حالية مبنية لكون ذلك امرا بديعا اى تراها تميل عنهم يمينا وشمالا ولا تحوم حولهم فى نهارهم كله مع انهم فى متسع من الارض اى فى وسط معرض لاصباتها لولا ان صرفتها فى نهارهم كله مع انهم فى متسع من الارض اى فى وسط معرض لاصابتها لولا ان صرفتها عنهم يد التقدير { ذلك } اى ما صنع الله بهم من تزاور الشمس وقرضها حالتى الطلوع والغروب مع كونهم فى موقع شعاعها { من آيات الله } العجيبة الدالة على كمال علمه وقدرته وحقية التوحيد وكرامة اهله عنده { من } هركه { يهد الله } الى الحق بالتوفيق له { فهو المهتد } الذى اصاب الفلاح واهتدى الى السعادة كلها فلن يقدر على اضلاله احد والمراد اما الثناء عليهم بانهم المهتدون او التنبيه على ان امثال هذه الآية كثيرة ولكن المنتفع بها من وفقه الله للاستبصار بها { ومن يضلل } اى يخلق فيه الضلالة لصرف اختياره اليها { فلن تجد له } ابدا وان بالغت فى التتبع والاستقصاء { وليا } ناصرا { مرشدا } يهديه الى الفلاح لاستحالة وجوده فى نفسه لا انك لا تجده مع وجوده او امكانه.