الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }

{ الذين } كأنه قيل منهم فقيل هم الذين { ضل سعيهم } فى اقامة الاعمال الحسنة فى انفسها اى ضاع وبطل بالكلية. وبالفارسية كم شد وضائع كشت شتافتن ايشان بعملهاى نيكونماى { فى الحياة الدنيا } متعلق بالسعى لا بالضلال لان بطلان سعيهم غير مختص بالدنيا { وهم } اى ضل والحال انهم { يحسبون } يظنون { انهم يحسنون صنعا } يعنى يعلمون عملا ينفعهم فى الآخرة. وبالفارسية وايشان مى بندارند آنكه ايشان نيكويى ميكنند كاررا والاحسان الاتيان بالاعمال على الوجه اللائق وهو حسنها الوصفى المستلزم لحسنها لاذاتى اى يحسبون انهم يعملون ذلك على الوجه اللائق وذلك لا عجابهم باعمالهم التى سعوا فى اقامتها وكابدوا فى تحصيلها. وفى الآية اشارة الى اهل الاهواء والبدع واهل الرياء والسمعة فان اليسير من الرياء شرك وان الشرك محبط الاعمال كقوله تعالىلئن اشركت ليحبطن عملك } وان هؤلاء القوم يبتدعون فى العقائد ويراؤون بالاعمال فلا يعود وبال البدعة والرياء الا اليهم والحاصلة ان العمل المقارن بالكفر باطل وان كان طاعة وكذا العمل المقارن بالشرك الخفى واذا كان ما هو طاعة مردود لمجاورته المنافى فما ظنك بما هو معصية فى نفسه وهو يظنه طاعة فيأتى به فمثل اهل الرياء والسمعة والبدعة وطالب المنة والشكر من الخلق على معروفه وكذا الرهبان الذين حبسوا انفسهم فى الصوامع وحملوها على الرياضيات الشاقة ليسوا على شئ
كرت بيخ اخلاص در بوم نيست ازين دركسى جون تومحروم نيست كرا جامه يا كست وسيرت بليد در دوخش را بنايد كليد   
وعن على رضى الله عنه هم اهل حروراء قرية بالكوفة وهم الخوارج الذين قاتلهم على ابن ابى طالب رضى الله عنه كما فى التكملة. والخوارج قوم من زهاد الكوفة خرجوا عن اطاعة على رضى الله عنه عند رضاه بالتحكيم بينه وبين معاوية قالوا كفر بالتحكيم ان الحكم الا لله وكانوا اثنى عشر الف رجل اجتمعوا نصبوا راية الخلافة وسفكوا الدماء وقطعوا السبيل فخرج اليهم على رضى الله عنه ورام رجوعهم فابوا الا القتال فقاتلهم بالنهر وان فقتلهم واستأصلهم ولم ينج منهم الا القليل وهم الذين قال فيهم صلى الله عليه وسلم " يخرج قوم فى امتى يحقر احدكم صلاته فى جنب صلاتهم وصومه فى جنب صومهم ولكن لا يجاوز ايمانهم تراقيهم " وقال عليه السلام " الخوارج كلاب النار " كذا فى شرح الطريق.