الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً }

{ يوم يدعوكم } من الاجداث كما دعاكم من العدم { فتستجيبون } منها استجابة الاحياء اى اذكروا يوم يبعثكم فتنبعثون وقد استعير لهما لادعاء والاجابة ايذانا بكمال سهولة التأتى. وقال ابو حيان والظاهر ان الدعاء حقيقة اى يدعوكم بالنداء الذى يسمعكم وهو النفخة الاخيرة كما قاليوم ينادى المناد من مكان قريب } ومعنى فتستجيبون توافقون الداعى فيما دعاكم اليه كما قال الكاشفى بخواند شمارا اسرافيل در نفخه اخيره بجهت قيام ازقبور بس شما اجابت كنيد اسرافيل را. وقال بعضهم المقصود منها الاحضار للمحاسبة والجزاء. يقول الفقير لا يخفى ان الدعوة متعددة فدعاء البعث والنشر ودعاء الحشر كما قال تعالىمهطعين الى الداع } اى مسرعين ودعاء الكتاب كما قال تعالىوترى كل امة جاثية كل امة تدعى الى كتابها اليوم } والمراد فى هذا المقام هو الدعوة الاولى لان الكلام فى البعث { بحمده } حال من فاعل تستجيبون اى حامدين لله تعالى على قدرته على البعث كما قال سعيد ابن جبير انهم ينفضون التراب عن رؤسهم ويقولون سبحانك اللهم وبحمدك فيقدسونه ويحمدونه حين لا ينفعهم ذلك. وفى الكواشى بحمده اى بارادته وامره كما قال الكاشفى در تفسير بصائر حمد را بمعنى امر داشت جنانجه درآيت فسبح بحمد ربك باى وصل بامره بس معنى آيت جنين بودكه خدى شمارا بخواند بامر او واجابت كنيد اورا { وتظنون } عند ما ترون من الامور الهائلة { ان لبثتم } اى ما لبثتم فى القبور او فى الدنيا { الا قليلا } بالنسبة الى لبثكم بعد الحياء الى الابد. فان قيل كل احد يستقصر مدة حياته فى الدنيا ولو عمر اطول الاعمار. قلنا ذلك الاستقصار مع العلم بمدة العمر ليطول امله وفى القيامة يذهل عن تلك المدة لشدة الهول. قال الكاشفى يعنى زندكى خودرا دردنيا اندك شمريد نسبت بأن يس بايدكه خردمند آكاه نيز حيات دنيارا درجنب زندكى عقبى اندك شمرد واين اندك فانى را دركار آن بسيار باقى صرف كند تادران روز بعذاب حسرت وندامت درنماند. قال الشيخ سعدى قدس سره
بدنيى توانى كه عقبى خرى بخرجان من ورنه حسرت خورى كسى طوى دولت زدنيا ببرد كه باخود نصيبى بعقبى ببرد   
فلا بد من الاستعداد ليوم القيامة بالاعمال الصالحة والاجتناب عن المعاصى فانه عما قريب يصير العلم عينا. واعلم انك اذا مت فقد قامت قيامتك لان الانسان اذا مات فقد عاين امر القيامة لانه يرى الجنة والنار والملائكة ولا يقدر على عمل من الاعمال فصار بمنزلة من حضر يوم القيامة فختم على عمله بالموت فيقوم يوم القيامة على ما مات عليه فطوبى لمن كان خاتمته بخير. قال ابو بكر الواسطى رحمه الله الدولة ثلاث.

السابقالتالي
2