الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

{ وان الذين لا يؤمنون بالآخرة } واحكامها المشروحة فيه من البعث والحساب والجزاء { اعتدنا لهم } آماده كرديم براى ايشان اى فيما كفروا به وانكروا وجوده من الآخرة { عذابا اليما } وهو عذاب جهنم والجملة معطوفة على جملة يبشر باضمار يخبر ويجوز ان يكون معطوفا على ان لهم اجرا كبيرا فالمعنى انه يبشر المؤمنين ببشارتين ثوابهم وعقاب اعدائهم فان المرء يستبشر ببلية عدوه
يا وصال يار يا مرك عدو بازئ جرخ زين دو يك كارى كند   
واعلم ان القرآن مظهر الاسم الهادى وهو كتاب الله الصامت والنبى عليه السلام كتاب الله الناطق وكذا ورثته الكمل بعده وان الدلالة والارشاد انما تنفع المؤمنين العاملين بما فيه وهو لم يترك شيئا من امور الدين والدنيا الا وتكفل ببيانه اما اجمالا او تفصيلا. قال ابن مسعود رضى الله عنه اذا اردتم العلم فآثروا القرآن فان فيه علم الاولين والآخرين - روى - انه تفكر بعض العارفين فى انه هل فى القرآن شئ يقوى قوله عليه السلام " يخرج روح المؤمن من جسده كما يخرج الشعر من العجين " فختم القرآن بالتدبر فما وجده فرأى النبى صلى الله عليه وسلم فى منامه وقال يا رسول الله قال الله " ولا رطب ولا يابس الا فى كتاب مبين " فما وجدت معنى هذا الحديث فى كتاب الله تعالى فقال عليه السلام " اطلبه فى سورة يوسف " فلما انتبه من نومه قرأها فوجده وهو قولهفلما رأينه اكبرنه وقطعن ايديهن } اى لما رأين جمال يوسف عليه السلام اشتغلن به وما وجدن ألم القطع وكذلك المؤمن اذا رأى ملائكة الرحمة ورأى انعامه فى الجنة وما فيها من النعيم والحور والقصور اشتغل قلبه بها ولا يجد ألم الموت وانفهم من الحكاية ان القرائ ينبغى ان يقرأ القرآن بتدبر تام حتى يصل الى كل مرام وقد نهى النبى عليه السلام ان يختم القرآن فى اقل من ثلاث وقال " لم يفقه " اى لم يكن فقيها فى الدين " من قرأ القرآن فى اقل من ثلاث " يعنى لا يقدر الرجل ان يتفكر ويتدبر فى معنى القرآن فى ليلة او ليلتين لانه يقرأ على العجلة حينئذ بل ينبغى ان يقرأ القرآن فى ثلاث ليال او اكثر حتى يقرأ عن طيب نفس ونشاطها ويتفرغ لتدبر معناه ولذا اختار بعضهم الختم فى كل جمعة وبعضهم فى كل شهر وبعضهم فى كل سنة بحسب درجات التدبر والتفتيش ويغتنم الحضور للدعاء عند ختم القرآن فانه يستجاب وفى الحديث " من شهد خاتمة القرآن كان كمن شهد المغانم حين تقسم ومن شهد فاتحة القرآن كان كمن شهد فتحا فى سبيل الله "

السابقالتالي
2