الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ }

{ وان لكم } ايها الناس { فى الانعام } جمع نعم بالتحريك وهى الانواع الاربعة التى هى الابل والبقر والضأن والمعز. والمعنى بالفارسية در وجود جهار بايان { لعبرة } دلالة يعبر بها من الجهل الى العلم كأنه قيل كيف العبرة فقيل { نسقيكم } مى آشامانيم شمارا قال الزجاج سقيته واسقيته بمعنى واحد. وفى الاسئلة المقحمة يقال اسقيته اذا جعلت له سقيا دائما وسقيته اذا اعطيته شربه { مما فى بطونه } من للتبعيض لان اللبن بعض ما فى بطونه والضمير يعود الى بعض الانعام وهو الاناث لان اللبن لا يكون للكل او الى المذكور اى فى بطون ما ذكرنا قاله الكسائى. والمعنى بالفارسية بعضى از آنجه كه در شكمهاى ذوات ألبانست ازجنس نعم { من بين فرث ودم لبنا } من ابتدائية متعلقة بنسقيكم لان بين الفرث و الدم مبدأ الاسقاء والفرث فضالة العلف فى الكرش وثقله والكرش للحيوان بمنزلة المعدة للانسان { خالصا } صافيا ليس عليه لو الدم ولا رائحة الفرت { سائغا } بالفارسية كوارنده { للشاربين } ايى هسل المرور فى حلقهم قيل لم يغص احد باللبن قط وليس فى الطعام والشراب انفع منه ألا يرى الى قوله عليه السلام " اذا كل احدكم عاما فليقل اللهم بارك لنا فيه واطعمنا خيرا منه واذا شرب للنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فانى لا اعلم شيئًا انفع فى الطعام والشراب منه " قال فى الكواشى المعنى خلق الله اللبن فى مكان وسط بين الفرث والدم وذلك ان الكرش اذا طبخت العلف صار اسفله فرثا وواسطه لبنا وسط خالصا لا يشوبه شىء واعلاء دما وبينه وبينهما حاجز من قدرة الله لا يختلط احدهما بالاخر بلون ولا طعم ولا رائحة مع شدة الاتصال ثم تسلط الكبد على هذه الاصناف الثلاثة تقسمها فتجرى الدم فى العروق واللبن فى الضروع ويبقى الفرث فى الكرش ثم ينحدر. فان قلت ان اللبن والدم لا يتولدان فى الكرش اذ البهائم اذا ذبحت لم يوجد فى كشرها لبن ولا دم. قلت المراد كان اسفله مادة الفرث واوسطه مادة اللبن واعلاه مادة الدم فالمنحدر الى الضروع مادة اللبن لا مادة الدم وقول بعضهم ان الدم ينحدر الى الضروع فيصير لبنا ببرودة الضرع بدليل ان الضرع اذا كانت فيه آفة يخرج منه الدم مكان اللبن مدفوع بانه يجوز ان يتلون اللبن بلون الدم بسبب الآفة وهو اللائح بالبال ومن بلاغات الزمخشرى
كما يحدث بين الخبيثين ابن لا يؤبن الفرث والدم يخرج منهما اللبن   
اى كما ان اللبن الطيب الطاهر يخرج من بين الخبيثين اللذيثن هما الفرث والدم بحيث لا يشوبه شئ من اوصافهما مع كمال الاتصال والا كتناف كذلك يخرج الابن الطيب الطاهر الذى لا يعاب بشئ اصلا من بين الابوين الخبيثين بحيث لا يوجد فيه شئ من اوصافهما الخبية

السابقالتالي
2