الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }

{ ولو يؤاخذ الله } فاعل هنا بمعنى فعل { الناس } اى الكفار { بظلمهم } بكفرهم ومعاصيهم { ما ترك عليها } اى على الارض المدلول عليها بالناس وبقوله { من دابة } لانها ما يدب على الارض والعرب تقول فلان افضل من عليها وفلان اكرم من تحتها فيردون الكناية الى الارض والسماء من غيره سبق ذكر لظهور الامر بين يديى كل متكلم وسامع ومن هذا القبيل قولهم والذى شقهن خمسا من واحد يعنى الاصابع من اليد ولم يقل على ظهرها احترازا عن الجمع بين الظاءين فى كلام واحد وهو لو وجوابه فانه ثقيل فى كلام العرب. والمعنى ما ترك على وجه الارض من دابة قط بل اهلكها بالكلية بشؤم ظلم الظالمين كقوله تعالىواتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } فهلاك الدواب باجلها وهلاك الناس عقوبة. وعن ابى هريرة انه سمع رجلا يقول ان الظالم لا يضر الا نفسه فقال بلى والله حتى ان الحبارى لتموت فى وكرها بظلم الظالم. وعن ابن مسعود ضى الله عنه لو عذب الله الخلائق بذنوب بنى آدم لاصاب العذاب جميع الخلائق حتى الجعلان فى حجرها ولامسكت السماء عن الامطار ولكن اخرهم بالعفو والفضل. يقول الفقير ان اثر الظلم صار صورة ومعنى ذلك أن احد أذا احرق بيته يسرى ذلك الى بيوت المحلة بل البلدة ويحترق بسببه الدواب والهوام
بى ادب تنهانه خودرا داشت بد بكله آتش درهمه آفاق زد   
{ ولكن } لا يؤاخذهم بذلك بل { يؤخرهم } يمهلهم بحلمه { الى اجل مسمى } اى معين لاعمارهم او لعذابهم كى يتوالدوا ويتناسوا او يكثر عذابهم { فاذا جاء } بس جون بيايد { اجلهم } المسمى { لا يستأخرون } عن ذلك الاجل اى لا يتأخرون. وصيغة الاستفعال للاشعار بعجزهم عنه مع طلبه له.
كه يك لحظه سورت نبندد امان جو بيمانه برشد بدور زمان   
{ ساعة } اقصر وقت وهى مثل فى قلة المدة { ولا يستقدمون } اى لا يتقدمون وانما تعرض لذكره مع انه لا يتصور الاستقدام عند مجيئ الاجل مبالغة فى عدم الاستيخار بنظمه فى سلك ما يمتنع.