الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }

{ ان الله مع الذين اتقوا } اجتنبوا المعاصى ومعنى المعية الولاية والفضل { والذين هم محسنون } فى اعمالهم ويقال مع الذين اتقوا مكافاة المسيئ والذين هم محسنون الى من يعادى اليهم فالاحسان على الوجه الاول بمعنى جعل الشئ جميلا حسنا وعلى الثانى ضد الاساءة وفى الحديث " ان للمحسن ثلاث علامات يبادر فى طاعة الله ويجتنب محارم الله ويحسن الى من اساء اليه "
ز احسان خاطر مردم شود شاد بتقوى خانه دين كردد آباد بسوى اين سفتها كر شتابى رضاى خلق وخالق هر دويابى   
قال مشاد الدينورى رأيت ملكا من الملائكة يقول لى كل من كان مع الله فهو هالك الا رجل واحد قلت من هو قال من كان الله معه وهو قوله { ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } وذلك لان المقصود كينونة المحبوب مع المحب اذ هو يشعر بالرضى والاقبال واما كينونة المحب مع المحبوب فقد تحصل مع سخط المحبوب وادباره. وعن هرم بن حيان انه قيل له حين احتضر اوص فقال انما الوصية من المال ولا مال لى اوصيكم بخواتيم سورة النحل اى منادع الى سبيل ربك } الى آخرها. يقول الفقير سامحه الله القدير جمع شيخى وسندى روح الله روحه اصحابه قبل وفاته بيوم فقال اعلموا ايها الاصحاب انه لا مال لى حتى اوصى به ولكنى على مذهب اهل السنة والجماعة شريعة وطريقة ومعرفة وحقيقة فاعرفونى هكذا واشهدوا لى بهذا فى الدنيا والآخرة فهذا وصيتى واشار حضرة الشيخ بهذا الى انه لا زيغ ولا الحاد فى اعتقاده وفى طريقه اصلا فانهم قالوا ان اهل التصوف تفرقت على اثنتى عشرة فرقة فواحدة منهم سنييون وهم الذين اثنى عليهم العلماء والبواقى بدعيون. ويعلم السنى بشاهدين. احدهما ظاهر والآخر باطن فالظاهر استحكام الشريعة والباطن السلوك على البصيرة واليقظة والعلم لا على العمى والغفلة والجهل فمن عمل بخواتيم هذه السورة واتصف بحقيقة العفو والصبر والحلم والانشراح فى المنشط والمركه وترك الحزن والغم على الفائت والآتى. وبالتقوى على مراتبها وبالاحسان بانواعه فقد جعل لنفسه علامة الولاية والمعية والايمان الكامل وحسن الخاتمة وخير العاقبة اللهم احفظنا من الميل الى السوى والغير واختم عواقبنا بالخير يا رب تمت سورة النحل بما تحتويه من شواهد العقل والنقل فى يوم السبت التاسع عشر من شعبان المبارك المنتظم فى سلك شهور سنة اربع ومائة والف.