الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ ثم اوحينا اليك } مع علو طبقتك وسمو رتبتك وما فى ثم من التراخى فى الرتبة للتنبيه على ان اجل ما اوتى ابراهيم اتباع الرسول ملته { ان اتبع ملة ابراهيم } الملة اسم لما شرعه الله لعباده على لسان الانبياء من امللت الكتاب اذا مليته وهى الدين بعينه لكن باعتبار الطاعة له والمراد بملته الاسلام المعبر عنه بالصراط المستقيم { حنيفا } حال من المضاف اليه لما ان المضاف لشدة اتصاله به جرى منه مجرى البعض فعد بذلك من قبيل رأيت وجه هند قائمة { وما كان من المشركين } بل كان قدوة الموحدين وهو تكرير لما سبق لزيادة تأكيد وتقرير لنزاهته عما هم عليه من عقد وعمل. قال العلماء المأمور به الاتباع فى الاصول دون الفروع والمتبدلة بتبدل الاعصار واتباعه له بسبب كونه مبعوثاً بعده والا فهو اكرم الاولين والآخرين على الله.
تواصل وباقى طفيل تواند توشاهى ومجموع خيل تواند   
وكان صلى الله عليه وسلم على دين قومه قبل النبوة اى على ما بقى فيهم من ارث ابراهيم واسماعيل عليهما السلام فى حجهم ومناسكهم وبيوعهم واساليبهم واما التوحيد فانهم كانوا قد بدلوه والنبى عليه السلام لم يكن الا عليه. قال فى التأويلات النجمية لما سلك النبى صلى الله عليه وسلم طريق متابعته واسلم وجهه لله ليذهب الى الله كما ذهب ابراهيم وقال انى ذاهب الى ربى نودى فى سره ان ابراهيم كان خليلنا وانت حبيبنا فالفرق بينكما ان الخليل لو كان ذاهبا يمشى بنفسه فالحبيب يكون راكبا اسرى به فلما بلغ سدرة المنتهى وجد مقام الخليل عندها فقيل له ان السدرة مقام الخليل لو رضيت بها لنزينها لك اذ يغشى السدرة ما يغشى ولعلو همته الحبيبة ما زاغ البصر بالنظر اليها وما طغى باتخاذ المنزل عندها ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى وهو مقام الحبيب فبقى مع بلا هو فى خلوة لى مع الله وقت لا يسعنى فيه ملك مقرب وهو جبريل ولا نبى مرسل وهو هويته عليه السلام لما جاوز حد لمتابعة صار متبوعا فان كان صلى الله عليه وسلم فى الدنيا محتاجا الى متابعة الخليل فالخليل يكون فى الآخرة محتاجا الى شفاعته كما قال " الناس محتاجون الى شفاعتى يوم القيامة حتى ابراهيم " انتهى. ما فى التأويلات. ثم الآية تدل على شرف المتابعة فان الحبيب مع شرفه العظيم اذا كان مأمورا بالمتابعة فما ظنك بغيره من افراد الامة ففى المتابعة وصحبة الاخيار والصلحاء شرف وسعادة عظمى ألا يرى ان عشرة من الحيوانات من اهل الجنة بشرف القرين كناقة صالح وكبش اسماعيل ونملة سليمان وكلب اصحاب الكهف ولله در ما قال

السابقالتالي
2