الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }

{ واذ تأذن ربكم } من جملة مقال موسى لقومه معطوف على نعمة اى اذكروا نعمة الله عليكم واذكروا حين تأذن وتأذن بمعنى آذان اى اعلم اعلاما بليغا لا يبقى معه شائبة شبهة اصلا لما فى صيغة التفعل من معنى التكلف المحمول فى حقه تعالى على غايته التى هى الكمال. وقال الخليل تأذن لكذا اوجب الفعل على نفسه. والمعنى اوجب ربكم على نفسه { لئن شكرتم } اللام لام التوطئة وهى التى تدخل على الشرط تقدم القسم لفظا او تقديرا لتؤذن ان الجواب له لا للشرط وهو مفعول تأذن على انه اجرى مجرى قال لانه ضرب من القول او مقول قول محذوف. والمعنى واذ تأذن ربكم فقال لئن شكرتم يا بنى اسرائيل نعمة الانجاء واهلاك العدو وغير ذلك وقابلتموها بالثبات على الايمان والعمل الصالح { لازيدنكم } نعمة الى نعمة ولاضاعفن لكم ما آتيتكم واللام ساد مسد جواب القسم والشرط جميعا. قال الكاشفى شيخ عبد الرحمن سلمى قدس سره از ابو على جرجانى قدس سره اكر شكر كنيد برنعمت اسلام زياده كنم آنرا بايمان واكر سباس دارى كنيد برايمان افزون كردانم باحسان واكر بران شكر كوييد زياده سازم آنرا بمعرفت واكربرآن شاكر باشيد برسانم بمقام وصلت واكر آنرا شكر كوييد بالا برم بدرجة قربت وبشكران نعمت در آرم بخلوتكاه انس ومشاهده وازين كلام حقائق اعلام ميشود كه شكر مرقات ترقى ومعراج تصاعد بر درجاتست وفى المثنوى
شكر نعمت نعمتت افزون كند كس زيان برشكر كفتى جون كند شكر باشد دفع علتهاى دل سود دارد شاكر از سوداى دل   
وقال فى التأويلات النجمية { لئن شكرتم } التوفيق { لازيدنكم } فى التقرب الى { ولئن شكرتم } التقرب الى { لازيدنكم } فى تقربى اليكم { ولئن شكرتم } تقربى اليكم { لازيدنكم } فى المحبة { ولئن شكرتم } المحبة { لازيدنكم } فى محبتى لكم { ولئن شكرتم } محبتى { لازيدنكم } فى الجذبة الى { ولئن شكرتم } الجذبة { لازيدنكم } فى البقاء { ولئن شكرتم } البقاء { لازيدنكم } فى الوحدة { ولئن شكرتم } الوحدة { لازيدنكم } فى الصبر على الشكر والشكر على الصبر والصبر على الصبر والشكر على الشكر لتكونوا صبارا شكورا { ولئن كفرتم } اى لم تشكروا نعمتى وقابلتموها بالنسيان والكفران اى لاعذبنكم فيكون قوله { ان عذابى لشديد } تعليلا للجواب المحذوف او فعسى يصيبكم منه ما يصيبكم ومن عادة الكرام التصريح بالوعد والتعريض بالوعيد فما ظنك باكرم الاكرمين حيث لم يقل ان عذابى لكم ونظيره قوله تعالىنبئ عبادى انى انا الغفور الرحيم وان عذابى هو العذاب الاليم } قال سعدى المفتى ثم المعهود فى القرآن انه اذا ذكر الخير اسنده الى ذاته تعالى وتقدس واذا ذكر العذاب بعده عدل عن نسبته اليه وقد جاء التركيب هنا على ذلك ايضا فقال وتقدس واذا ذكر العذاب بعده عدل عن نسبته اليه وقد جاء التركيب هنا على لذك فقال فى الاول لازيدنكم وفى الثانى ان عذابى لشديد ولم يأت التركيب لاعذبنكم انتهى.

السابقالتالي
2