الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا ٱللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ }

{ وبرزوا } اى برز الموتى من قبورهم يوم القيامة الى ارض المحشر اى يظهرون ويخرجون عند النفخة الثانية حين تنتهى مدة لبثهم فى بطن الارض قال الله تعالىثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون } وايثار صيغة الماضى للدلالة على تحقق وقوعه { لله } اى لامر الله ومحاسبته فاللام تعليلية وصلة برزوا محذوفة اى برزوا من القبور الموتى { جميعا } اى جميعهم من المؤمنين والكافرين كما فى تفسير الكاشفى او القادة والاتباع اجتمعوا للحشر والحساب وهذا كقولهوحشرناهم فلم نغادر منهم احدا } كما فى تفسير ابى الليث { فقال الضعفاء } الاتباع والعوام جمع ضعيف والضعف خلاف القوة وقد يكون فى النفس وفى البدن وفى الحال وفى الرأى والمناسب للمقام هو الاخير فانه لو كان فى رأيهم قوة لما اتبعوهم فى تكذيب الرسل والاعراض عن نصائحهم. يقول الفقير فى هذه الشرطية نظر لانه ربما يكون الرجل قوة راى وجودة فكر مع انه لا يستقل به لكونه ضعيف الحال خائفا من سطوة المتغلبة من اهل الكفر والضلال فالاولى ان يكون الضعيف بمعنى المستذل المقهور كما فى قوله تعالى { والمستضعفين } { للذين استكبروا } اى لرؤسائهم المستكبرين الخارجين عن طاعة الله { انا كنا } فى الدنيا { لكم تبعا } جمع تابع كخدم جمع خادم وهو المستنّ بآثار من يتبعه اى تابعين فى تكذيب الرسل والاعراض عن نصائحهم مطيعين لكم فيما امرتمونا به { فهل انتم } بس هيج هستيد شما { مغنون } دافعون { عنا من عذاب الله من شيء } من الاولى للبيان واقعة موقع الحال قدمت على صاحبها لكونه نكرة والثانية للتبعيض واقعة موقع المفعول اى بعض الشيء الذى هو عذاب الله والفاء للدلالة على السببية الاتباع للاغناء. والمراد التوبيخ والعتاب لانهم كانوا يعلمون انهم لا يغنون عنهم شيئا مما هم فيه { قالوا } اىالمستكبرون جوابا عن معاتبة الاتباع واعتذارا عما فعلوا بهم يا قوم { لو هدانا الله } الى الايمان ووفقنا له { لهديناكم } ولكن ضللنا فاضللناكم اىاخترنالكم ما اخترناه لانفسنا. وقال الكاشفى اكر خداى تعالى نمودى طريق نجات را ازعذاب هر آيينه مانيز شمارا راه مينموديم بدان اما طرق خلاصى مسدود است وشفاعت ما درين دركاه مرود. وفى التأويلات النجمية { قالوا } يعنى اهل البدع للمتقلدة { لو هدانا الله } الى طريق اهل السنة والجماعة وهو الطريق الى الله وقربته { لهديناكم } اليه وفيه اشارة الى ان الهداية والضلالة من نتائج لطف الله وقهره ليس الى احد من شيء فمن شاء جعله مظهرا لصفات لطفه ومن شاء جعله مظهرا لصفات قهره قال الحافظ
درين جمن نكنم سرزنش بخودرويى جنانكه برورشم ميدهند ميرويم   
{ سواء علينا أجزعنا } فى طلب النجاة من ورطة الهلاك والعذاب والجزع عدم الصبر على البلاء { ام صبرنا } على ما لقينا انتظارا للرحمة اى مستو علينا الجزع والصبر فى عدم الانجاء ففيه اقناط الضعفاء والهمزة وام لتأكيد التسوية ونحوه اصبروا اولا تصبروا سواء عليكم ولما كان عتاب الاتباع من باب الجزع ذيلوا جوابهم ببيان ان لا جدوى فى ذلك فقالوا { ما لنا من محيص } من منجى ومهرب من العذاب.

السابقالتالي
2