الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ }

{ الر } يشير بالالف الى القسم بآلائه ونعمائه وباللام الى لطفه وكرمه وبالراء الى القرآن يعنى قسما بآلائى ونعمائى ان صفة لطفى وكرمى اقتضت انزال القرآن وهو كتاب الخ كما فى التأويلات النجمية. وقال حضرة الشيخ الشهير بافتاده قدس سره اهل السلوك يعرفون المتشابهات على قدر مرتبتهم فمثل قوله تعالىق } ون } اشارة الى مرتبة واحدة فى ملك وجوده ومثلحم } اشارة الى مرتبتين ومثلالم. الر } اشارة الى ثلاث مراتب ومثلكهيعص. وحمعسق } اشارة الى خمس مراتب. وفى البعض اشارة الى سبع مراتب فقوله عليه السلام " ان للقرآن ظهرا وبطنا " لا يعرفه غير اهل السللوك وما ذكره العلماء تأويله لا تحقيقه فمثل القاضى وصاحب الكشاف سلوكهم من جهة اللفظ لا المعنى وكان فى تفسير القاضى روحانية لكنه بدعاء عمر النسفى صاحب تفسير التيسير والمنظومة فى الفقه وكان هو مدرس الثقلين - روى - ان شخصا رأى الامام عمر النسفى بعد موته فى المنام فقال كيف كان سؤال منكر ونكير فقال رد الله الى روحى فسألانى لهما اخبركما فى رد الجواب نظما او نثرا فقالا قل نظما فقلت
ربى الله لا اله سواه ونبيى محمد مصطفاه دينى الاسلام وفعلى ذميم اسأل الله عفوه وعطاه   
فانتبه ذلك الشخص من المنام وقد حفظ البيتين. يقول الفقير علم الحروف المقطعة من نهايات علوم الصوفية المحققين فانهم انما يصلون الى هذا العلم الجليل بعد اربعين سنة من اول السلوك بل اول الفتح فهو من الاسرار المكتوبة ولا بد لطالبه من الاجتهاد الكثير على يدى انسان كامل قال الكمال الحنجدى قدس سره
كرت دانستن علم حروفست آرزو صوفى نخست افعال نيكوكن جه سوداز خواندن اسما بنا اهل ارنشان دادى كمال ازخاك دركاهش كشيدى كحل بنيانى ولى درجسم نابينا   
قال الكاشفى درشرح تأويلات ازامام ما تريدى مذكوراست كه حروف مقطعه ابتلاست مرتصديق مؤمن وتكذيب كافررا وخداى تعالى بندكانرا بهرجه ميخواهد امتحان كند { كتاب } اى القرآن المشتمل على هذه السورة وغيرها فهو خبر مبتدأ محذوف. وفى تفسير الكاشفى جمعى برآنندكه اين حروف اسامى قرآنندوبدين وجه توان كفت كه الريعنى قرآن كتاب { انزلناه اليك } يا محمد بواسطة جبرائيل حال كونه حجة على رسالتك باعجازه يناسب قوله تعالى فيما بعدولقد ارسلنا موسى بآياتنا } ثم بين المصلحة فى انزال الكتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله { لتخرج الناس } كافة بدعائك وارشادك اياهم الى ما تضمنه الكتاب من العقائد الحقة والاحكام النافعة { من الظلمات الى النور } اى من انواع الضلالة الى الهدى ومن ظلمة الكفر والنفاق والشك والبدعة الى نور الايمان والاخلاص واليقين ومن ظلمة الكثرة الى نور الوحدة ومن ظلمة حجب الافعال واستار الصفات لى نور وحدة الذات ومن ظلمة الخلقية الى نور تجلى صفة الربوبية وذلك ان الله تعالى خلق عالم الآخرة وهو عالم الارواح من النور وجعل زبدته روح الانسان وخلق عالم الدنيا وهو عالم الاجسام وجعل زبدته جسم الانسان وكما انه تعالى جعل عالم الاجسام حجابا لعالم الارواح جعل ظلمات صفات جسم الانسان حجابا لنور صفات روح الانسان وجعل العالمين بظلماتهما وانوارهما حجابا صفة الوهيته كما قال صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2