الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }

{ للذين استجابوا لربهم } خبر مقدم لقوله { الحسنى } اى للمؤمنين الذين اجابوا فى الدنيا لى ما دعا الله اليه من التوحيد والطاعة المثوبة الحسنى فى الآخرة وهى الجنة وسميت بذلك لانها فى نهاية الحسن لكونها من آثار الجمال الصفاتى واما الاحسن فهو الله تعالى وحسنه الازلى من ذاته لا من غيره فقد علم من هذا ان الداعى الى الحسنى هو الله تعالى والمجيب الى تلك الدعوى الالهية هو المؤمنون والجنة ونعيمها هى الضيافة العظمى وقد ورد " اللهم انى اسألك الجنة وما قرب اليها من قول وعمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول وعمل " قال بعض الكبار من احب رؤية الله احب الجنة لانها محلها. يقول الفقير فيه تصريح بان الجنة محل الرؤية لا محل الله تعالى حتى يلزم اثبات المكان له ولا يلزم من كونها محل الرؤية كونها محله تعالى لان التقيد بالمكان حال الرائى لا حال المرئى والدنيا والآخرة سواء بالنسبة الى الرائى كما انهما سيان بالنسبة الى المرئى اذ لو رؤى فى الدنيا بحسب ارتفاع الموانع لكان لا يضر اطلاقه وتنزهه وكذا لو رؤى فى الجنة وقد ثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه فى الدنيا فجعلت الدنيا ظرفا لرؤيته مع ان الله تعالى على تنزهه الازلى واذا عرفت هذا عرفت ضعف قول الفقهاء لو قال ارى الله فى الجنة يكفر لانه يزعم ان الله تعالى فى الجنة والحق ان يقال نرى الله فى الجنة انتهى قولهم
مجرد بابيش ز اطلاق وتقييد اكر جلباب هستى را كنى شق   
{ والذين لم يستجيبوا له } وهم الكافرون بالله الخارجون عن الطاعة وهو مبتدأ خبره قوله { لو ان لهم } اكر باشد مرا ايشانرا { ما فى الارض جميعا } من نقودها وامتعتها وضياعها { ومثله معه } وضعفه معه يعنى آن قدر كه نقود واقمشه دينى هست با آن اضافت كنند وهمه در تصرف كافران باشد روز قيامت { لافتدوا به } جعلوه فداء انفسهم من العذاب ولو فادوا به لا يقبل منهم. يقول الفقير سر هذا انهم بسبب الدنيا غفلوا عن الله تعالى وحين الانتباه بالموت والبعث صغر فى اعينهم الدنيا وما فيها فلو قدروا لبذلوا الكل واخذوا الله تعالى بدلا منه فقد قصروا فى وقت القبول وتمنوا ما تمنوا حين لا درهم ولا دينار
مده براحت فانى حيات باقى را بمحنت دوسه روز ازغم ابد بكريز   
{ اولئك } آن كروه { لهم سوء الحساب } هو المناقشة بان يحاسب الرجل بذنبه ولا يغفر منه شيء. وعن " عائشة رضى الله عنها ان رسول الله عليه السلام قال " ليس احد يحاسب يوم القيامة الا هلك " قلت او ليس يقول الله { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } فقال { انما ذلك العرض ولكن من نوقش فى الحساب يهلك } "

السابقالتالي
2