الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰأَسَفَىٰ عَلَى يُوسُفَ وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ }

{ وتولى عنهم } اعرض يعقوب عنهم كراهة لما سمع منهم. قال الكاشفى بس يعقوب ازغايت ملال توجه به بيت الاحزان فرمود قال الجامى
رواى همدم تودربزم طرب بادوستان خوش زى مرا بكذار تاتنها درين بيت الحزن ميرم   
{ وقال يا اسفى على يوسف } الاسف اشد الحزن والحسرة واصله يا اسفى باضافة الاسف الى ياء المتكلم فقلبت الياء الفا طلبا للتخفيف لان الفتحة والالف اخف من الكسرة والياء نادى اسفه وقال يا اسفا تعالى واحضر فهذا اوانك قال الجامى
كرجو يوسف زما شوى غائب همجو يعقوب ما ويا أسفا   
وقال الحافظ
يوسف عزيزم رفعت اى برادران رحمى كز غمش عجب ديدم حال بير كنعانى   
وانما تأسف على يوسف مع ان الحادث مصيبة اخويه بنيامين والمحتبس والحادث اشد على النفس دلالة به على تمادى اسفه على يوسف وان زرأه ان مصيبته مع تقادم عهده كان غضا عنده طريا ولان زرأ يوسف كان قاعدة المصيبات ولانه كان واثقا بحياتهما عالما بمكانهما طامعا فى ايابهما واما يوسف فلم يكن فى شأنه ما يحرك سلسلة رجائه سوى رحمة الله وفضله وفى الحديث " لم تعط امة من الامم انا لله وانا اليه راجعون عند المصيبة الا امة محمد صلى الله عليه وسلم " الا يرى الى يعقوب حين اصابه ما اصابه لم يسترجع بل قال يا اسفا على يوسف. وعن ابى ميسرة قال لو ان الله ادخلنى الجنة لعاتبت يوسف بما فعل بابيه حيث لم يكتب كتابا ولم يعلم حاله ليسكن ما به من الغم انتهى. يقول الفقير هذا كلام ظاهرى وذهول عما سيأتى من الخبر الصحيح ان هذا كان بامر جبرائيل عن امر الله تعالى والا فكيف يتصور من الانبياء قطع الرحم وقد كان بين مصر وكنعان ثمانى مراحل { وابيضت عيناه من الحزن } الموجب للبكاء فان العبرة اذا كثرت محقت سواد العين وقلبته الى بياض وقد تعميها كما اخبر عن شعيب عليه السلام فانه بكى من حب الله تعالى حتى عمى فرد الله عله بصره وكذا بكى يعقوب حتى عمى وهو الاصح لقوله تعالىفارتد بصيرا } قال الكمال الخجندى
زكريه برسر مردم يقين كه خانه جشم فرو رود شب هجران وبس كه بارانست   
-روى- انه ماجفت عينا يعقوب من يوم فراق يوسف الى حين لقائه ثمانين سنة وما على وجه الارض اكرم على الله من يعقوب. فان قلت لم ذهب بصر يعقوب بفراقه واشتياقه الى يوسف. قلت لئلا يزيد حزنه النظر الى اولاده ولسر شهود الجمال لما " ورد فى الخبر النبوى يرويه عن جبريل عن ربه قال " يا جبريل ما جزاء من سلبت كريمتيه " يعنى عينيه قال " سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا قال تعالى جزاؤه الخلود فى دارى والنظر الى وجهى "

السابقالتالي
2