الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا ٱسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِيۤ أَبِيۤ أَوْ يَحْكُمَ ٱللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ }

{ فلما استيأسوا منه } يئسوا غاية اليأس بدلالة صيغة الاستفعال. قال الكاشفى بس آن وقت كه نوميد شدند از يوسف ودانستند كه برادررا بديشان نمى دهد { خلصوا } اعتزلوا وانفردوا عن الناس خالصين لا يخالطهم غيرهم { نجيا } متناجين فى تدابير امرهم على أى صفة يذهبون وماذا يقولون لابيهم فى شان اخيهم. قال فى الكواشى جماعة يتناجون سرا لان النجى من تساره وهو مصدر يعم الواحد والجمع والذكر والانثى { قال كبيرهم } فى السن وهو روبيل او فى العقل وهو يهودا او رئيسهم وهو شمعون وكانت له الرياسة على اخوته كأنهم اجمعوا عند التناجى على الانقلاب جملة ولم يرض فقال منكرا عليهم { ألم تعلموا } اى قد علمتم يقينا { ان اباكم قد اخذ عليكم موثقا من الله } عهدا وثيقا وهو حلفهم بالله وكرنه من الله لاذنه فيه. وقال الكاشفى وشما سوكند خوريد بمحمد آخر زمان كه درشان وى غدر نكنيدا اكنون اين صورت واقع شد { ومن قبل } اى من قبل هذا وهو متعلق بالفعل الآتى { ما } مزيدة { فرطتم فى يوسف } اى قصرتم فى شأنه ولم تحفظوا عهد ابيكم وقد قلتم وانا لناصحون وانا له لحافظون فنحن متهمون بواقعة يوسف فليس لنا مخلص من هذه الورطة { فلن ابرح الارض } ضمن معنى المفارقة فعدى الى المفعول اى لن افارق ارض مصر ذاهبا منها فلن ابرح تامة لا ناقصة لان الارض لا تحمل على المتكلم { حتى يأذن لى ابى } فى العود اليه وكأن ايمانهم كانت معقودة على عدم الرجوع بغير اذن يعقوب { او يحكم الله لى } بالخروج منها على وجه لا يؤدى الى نقض الميثاق او بخلاص اخى بسبب من الاسباب { وهو خير الحاكمين } اذ لا يحكم الا بالحق والعدل. قال الكاشفى وميل ومداهنه درحكم او نيست