الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ }

{ ولما فتحوا متاعهم } الذى حملوه من مصر وهواسم من متع كالكلام والسلام من كلم وسلم وهو فى الاصل كل ما انتفع به هو والمراد به هنا اوعية الطعام مجازا اطلاقا للكل على بعض مسمياته ويسمى بعضهم هذا النوع من المجاز اعنى اطلاق الكل على البعض حقيقة قاصرة { وجدوا بضاعتهم } يافتند بضاعت حودرا كه تسليم ملك كرده بودند { ردت اليهم } تفضلا وقد علموا لك بدلالة الحال كأنه قيل ماذا قالوا حينئذ فقيل { قالوا } لابيهم ولعله كان حاضرا عند الفتح كما فى الارشاد ويؤيده ما فى القصص من ان يعقوب قال لهم يا بنى قدموا احمالكم لادعو لكم فيها بالبركة فقدموا احمالهم وفتحوها بين يديه فرأوا بضاعتهم فى رؤس احمالهم فقالوا عند ذلك { يا ابانا ما نبغى } ما استفهامية منصوبة ينبغى وهو من البغى بمعنى الطلب اى أى شيء نطلب وراء هذا من الاحسان { هذه بضاعتنا } تينست بضاعت ماكه غله بدين بضاعت بما فروخته اند { ردت الينا } اى حال كونها مردودة الينا تفضلا من حيث لا ندرى بعد ما من علينا بالمنن العظام هل من مزيد على هذا فنطلبه ارادوا الاكتفاء به فى استيجاب الامتثال لامره والالتجاء اليه فى استجلاب المزيد { ونمير اهلنا } اى نجلب اليهم الطعام من عند الملك وهو معطوف على مقدر اى ردت الينا فنستظهر بها ونمير اهلنا فى رجوعنا الى الملك يقال مار اهله يميرهم ميرا اذا اتاهم بالميرة وهى الطعام المجلوب من بلد الى بلد ومثله امتار { ونحفظ اخانا } من الجوع والعطش وسائر المكاره { ونزداد } وزياده بستانيم بواسطه او { كيل بعير } اى حمل بعير يكال لنا من اجل اخينا لانه كان يعطى باسم كل رجل حمل بعير كأنه قيل اى حاجة الى الازدياد فقيل { ذلك } اى ما يحمله اباعرنا { كيل يسير } اى مكيل قليل لا يقوم باودنا اى قوتنا