الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّيۤ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ }

{ وقال الملك } اى ملك مصر وهو الريان بن الوليد { انى ارى } فى المنام { سبع بقرات } جمع بقرة بالفارسية كاو { سمان } جمع سمينة نعت لبقرات { يأكلهن سبع عجاف } هفت كاو لاغر اى سبع بقرات عجاف جمع عجفاء والقياس عجف لان افعل وفعلاء لا يجمع على فعال لكنه حمل على نقيضه وهو سمان والعجف الهزال والاعجف المهزول -روى- انه لما قرب خروج يوسف من السجن جعل الله لذلك سببا لا يخطر بالبال
بسا قفلا كه نابيدا كليدست برو راه كشايش نا بديد ست زنا كه دست صنعى در ميان نى بفتحش هيج صانع را كمان نى بديد آيد زغيب آنرا كشادى وديعت در كشادش وهو مرادى جو يوسف دل زحيلتهاى خود كند بريد از رشته تدبير بيوند بجز ايزد نماند اورا بناهى كه باشد در نوائب تكيه كاهى ز بندار خودى وبخردى رست كرفتش فيضى فضلى ايزدى دست   
وذلك ان الملك اكبر كان يتخذ فى كل سنة عيدا على شاطئ النيل ويحشر الناس اليه فيطعمهم اطيب الطعام ويسقيهم الذ الشراب وهو جالس على سريره ينظر اليهم فرأى ليلة الجمعة فى منامه سبع بقرات سمان خرجن من نهر يابس او من البحر كما فى الكواشى وخرج عقيبهن سبع بقرات مهازيل فى غاية الهزال فابتلعت العجاف السمان فدخلن فى بطونهن فلم ير منهن شيء { وسبع } اى وارى سبع { سنبلات } جمه سنبلة { خضر } جمع خضراء نعت لسنبلات والمعنى بالفارسية هفت خوشه سبزوتازه كه دانهاى ايشان منعقد شده بود { واخر } اى سبعا اخر { يابسات } قد ادركت الحصاد والتوت على الخضر حتى غلبن عليها وانما استغنى عن بيان حالها بما قص من حال البقرات فلما استيقظ من منامه اضطرب بسبب انه شاهد ان الناقص الضعيف استولى على الكامل القوى فشهدت فطرته بان هذه الرؤيا صورة شر عظيم يقع فى المملكة الا انه ما عرف كيفية الحال فيه فاشتاق ورغب فى تحصيل المعرفة بتعبير رؤياه فجمع اعيان مملكته من العلماء والحكماء فقال لهم { يا ايها الملأ } فهو خطاب للاشراف من العلماء والحكماء او للسحرة والكهنة والمنجمين وغيرهم كما قال الكاشفى اى كروه كاهنان ومعبران واشراف قوم { افتونى فى رؤياى } هذه اى عبروها وبينوا حكمها وما يؤول اليه من العاقبة. وبالفارسية فتودى دهيد يعنى جواب كوييد مرا { ان كنتم للرؤيا تعبرون } اى تعلمون عبارة جنس الرؤيا علما مستمرا وهى الانتقال من الصور الخيالية المشاهدة فى المنام الى ما هى صور امثلة لها من الامور الآفاقية والانفسية الواقعة فى الخارج فالتعبير والعبارة الجواز من صورة ما رأى الى امر آخر من العبور وهى المجاوزة وعبرت الرؤيا اثبت من عبرتها تعبيرا واللام للبيان كأنه لما قيل كنتم تعبرون قيل لأى شيء فقيل للرؤيا وهذه اللام لم تذكر فى بحث اللامات فى كتب النحو.

السابقالتالي
2 3