الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ قَالَ يٰبُشْرَىٰ هَـٰذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }

{ وجاءت سيارة } جماعة يسيرون من جهة مدين الى مصر فنزلوا قريبا من جب يوسف وكان ذلك بعد ثلاثة ايام من القائه فيه قال الكاشفى { روزجهارم مزده نجات بوى رسيد قال السمرقندى فى بحر العلوم كان الجب فى قفرة بعيدة من العمران لم يكن الا للرعاة فاخطأوا الطريق فنزلوا قريبا منه انتهى فهذا يخالف قوله تعالىيلتقطه بعض السيارة } فانه يقتضى كون الجب فى الامن والجادة والسير هو السير المعتاد { فارسلوا } اى الى الجب { واردهم } اى الذى يرد الماء اى يحضره ليستقى لهم وكان ذلك مالك بن دعر الخزاعى. قال فى القاموس مالك بن دعر بالدال المهملة { فادلى دلوه } الادلاء بالفارسية فروهشتن دلو اى ارسلها الى الجب ليملأها فاوحى الى يوسف بالتعلق بالحبل
اى يوسف آخر بهرتست اين دلو در جاه آمده   
در معالم آورده كه ديوارهاى جاه برفراق يوسف بكريستند وذلك لان للجمادات حياة حقانية لا يعرفها الا العلماء بالله فلها انس الذكر والتوحيد والتسبيح ومجاورة اهل الحق وقد صح ان الجذع الذى كان يعتمد عليه رسول الله صلةى الله عليه وسلم حين الموعظة للناس ان انين بنى آدم لما فارقه رسول الله وذلك بعد ان عمل له المنبر قال فى المثنوى
استن حنانه از هجر رسول ناله مى زد همجو ارباب عقول كفت بيغمبر جه خواهى اى ستون كفت جانم ازفراقت كشت خون   
فلما خرج يوسف اذا هو بغلام احسن ما يكون وقد اعطى شطر الحسن فلما رآه مالك { قال } مبشرا نفسه واصحابه { يا بشرى هذا غلام } اى مزده وشادمانى كأنه نادى البشرى وقال تعالى وهدا اوانك حيث فاز بنعمة نادرة وأى نعمة مكان ما يوجد مباحا من الماء وقيل هو اسم صاحب له ناداه ليعينه على اخراجه كما قال الكاشفىاورا آوزداد وزكفت اين بسريست كه دلورا كران ساخته بس بمدد كارئ او يوسف را ازجاه برآورده
جون آن ماه جهان أرا برآمد زجانش بانك يا بسرى برآمد بشارت كز جنين تاريك جاهى برآمد بس جهان افروز ماهى   
وذلك لان ماء الحياة لا يوجد الا فى الظلمات كما ان العلم الالهى انما يوجد فى ظلمات هذا القلب والقالب. وفى التأويلات النجمية يشير الى ان القلب كماله بشارة من تعلق الجذبة وخلاصه من الجب فكذلك للجذبة بشارة فى تعلقها بالقلب وخلاصه من الجب وهى من اسراريحبهم ويحبونه } { واسروه } اى اخفاء الوارد واصحابه عن بقية الرفقة لئلا يطلبوا بالشركة فيه { بضاعة } حال كونه بضاعة اى متاعا للتجارة فانها قطعة من المال بصعت منه اى قطعت للتجارة { والله عليم بما يعملون } لم يخف عليه اسرارهم