الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ }

{ حتى اذا استيأس الرسل } حتى غاية محذوف دل عليه الكلام اى لا يغررهم تمادى ايامهم فان من قبلهم امهلوا حتى ايس الرسل من النصر عليهم فى الدنيا او من ايمانهم لانهماكهم فى الكفر مترفهين متمادين من غير رادع { وظنوا انهم قد كذبوا } بتخفيف الذال وبناء الفعل للمفعول والمكذوب من كان مخاطبا بالكلام الغير المطابق للواقع حتى القى خبر كاذب. والمعنى وظنوا انهم قد كذبتهم انفسهم حين حدثتهم بانهم ينصرفون. وعن ابن عباس رضى الله عنهما وظنوا حين ضعفوا وغلبوا انهم قد اخلفوا ما وعدهم الله من النصر وقال كانوا بشرا وتلا قولهوزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه نصر الله } فاراد بالظن ما يخطر بالبال ويهجس فى القلب من شبه الوسوسة وحديث النفس على ما عليه البشرية دون ترجح احد الجائزين على الآخر لان ذلك غير جائز على المسلمين فما بال رسل الله الذين هم اعرف الخلق بربهم وانه متعال على خلف الميعاد { جاءهم نصرنا } فجاة من غير احتساب. والمعنى ان زمان الامهال قد تطاول عليهم حتى توهموا ان لا نصر لهم فى الدنيا فجاءهم نصرنا بغتة بغير سبق علامة { فنجى } بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء { من نشاء } قائم مقام الفاعل وهم الانبياء والمؤمنون التابعون لهم وانما لم يعينهم للدلالة على انهم الذين يستاهلون ان شأن نجاتهم لا يشاركهم فيه غيرهم { ولا يرد بأسنا } عذابنا { عن القوم المجرمين } اذا نزل بهم. قال فى التأويلات النجمية وفى قوله تعالى { اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء } اشارة الى ان النصر كان للرسل منجيا من الابتلاء وللامم المكذبة مهلكا بالعذاب ثم اكد هذا المعنى بقوله { ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين } اى المكذبين. والمعنى ويرد بأسنا عن القوم المطيعين