الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

{ وما ارسلنا من قبلك الا رجالا } لا ملائكة فهو رد لقولهم لو شاء ربنا لا نزل ملائكة قالوا ذلك تعجبا وانكارا لنبوته فقال تعالى كيف يتعجبون من ارسلناك اياك والحال ان من قبلك من الرسل كانوا على مثل حالك لان الاستفاضة منوطة بالجنسية وبين البشر والملك مباينة من جهة اللطافة والكثافة ولو ارسل ملك لكان فى صورة البشر كما قال تعالىولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا } وقس عليه الجن فلا يكون من الجن رسول الى البشر وفى عبارة الرجال دلالة على ان الله تعالى ما بعث رسولا الى الخلق من النسوان لان مبنى حالهن على التستر ومنهتى كمالهن هى الصديقية لا النبوة فمنها آسية ومريم وخديجة وفاطمة وعائشة رضى الله عنهن اجمعين. قال الكاشفى ودر باب سجاج كاهنه كه دعوئ نبوت مى كرده كفته اند
اصحت نبيتنا انثى نطوف بها ولم تزل انبياء الله ذكرانا   
{ نوحى اليهم } على لسان الملك كما نوحى اليك { من اهل القرى } من اهل الامصار دون اهل البوادى لغلبة الجهل والقسوة والجفاء عليهم. والمراد بالقرية الحضر خلاف البادية فتشمل المصر الجامع وغيره اى ما يسمى بالفارسية ده وشهر لكنه فرق كثير بين المصر الجامع وغيره ولذا قال عليه السلام " لا تسكنوا الكفور فان ساكنى الكفور ساكنوا القبور " والكفور القرى واحدها كفر يريديها القرى النائية البعيدة عن الامصار ومجتمع اهل العلم لكون الجهل عليهم اغلب وهم الى التبدع اسرع وفى المثنوى
ده مرو ده مر درا احمق كند عقل را بى نور وبى رونق كند قول بيغمبر شنو اى مجتبى كور عقل آمد وطن درروستا هركه درر ستابود روزى وشام تا بماهى عقل او نبود تمام تامباهى احمق با او بود از حشيش ده جزاينها جه درود وانكه ماهى باشد اندر روستا روز كارى باشدش جهل وعمى   
فان قيل فما تقول فى قوله تعالىوجاء بكم من البدو } قلنا لم يكن يعقوب وبنوه من اهل البادية بل خرجوا اليها لمواشيهم. وفى التأويلات النجمية ان الرسالة لا تستحقها الا الرجال البالغون المستعدون للوحى من اهل قرى الملكوت والارواح لا من اهل المدائن الملك والاجساد ولذا قيل الرجال من القرى انتهى وفى المثنوى
ده جه باشد شيخ واصل ناشده دست در تقليد درحجت زده بيش شهر عقل كلى اين حواس جون خران جشم بسته در خراس   
{ أفلم يسيروا فى الارض } آياسير نمى كنند كافران درزمين شام ويمن وبرديار عاد وثمود نميكذرند يعنى بايدكه بكذرند { فينظروا } بس به بينند بنظر عبرت { كيف كان } جه كونه بود { عاقبة الذين من قبلهم } من المشركين المكذبين الذين اهلكوا بشؤم اشراكهم وتكذيبهم فيحذروهم وينتهوا عنهم والا يحيق بهم مثل ما حاق بهم لان التماثل فى الاسباب يوجب التماثل فى المسببات { ولدار الآخرة } وهر آيينه سراى آخرت يعنى بهشت ونعمت او وهو من اضافة الموصوف الى صفته واصله وللدار الاخرة كما فى قوله تعالى { تلك الدار الآخرة } { خير } بهتراست ازلذات فانيه دنيا { للذين اتقوا } الشرك والمعاصى { أفلا تعقلون } تستعملون عقولكم لتعرفوا انها خير

السابقالتالي
2