الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ }

{ ولئن } اللام موطئة للقسم { اذقنا الانسان منا رحمة } اى اعطيناه نعمة من صحة وامن وجدة وغيرها واوصلناها اليه بحيث يجد لذتها والمراد مطلق الانسان وجنسه الشامل للمؤمن والكافر بدلالة الاستثناء الآتى. وقوله منا حال من رحمة اى لا باستحقاق منه { ثم نزعناها منه } اى سلبنا تلك النعمة منه وأزلناها عنه وايراد النزع للاشعار بشدة تعلقه بها وحرصه عليها. قال سعدى المفتى الظاهر ان من صلة نزعناها اى قلعناها منه ولا يبعد ان يقال والله اعلم ان من التعليل يعنى ان منشأ النزع شؤم نفسه بارتكاب معصية الله { انه ليئوس } شديد اليأس من ان يعود اليه مثل تلك النعمة المسلوبة قطوع رجاءه من فضل الله تعالى لقلة صبره وتسليمه لقضائه وعدم ثقته به وهو جواب القسم ساد مسد جواب الشرط { كفور } عظيم الكفران لما سلف له من النعم نساءله قال السعدى قدس سره
سكى را لقمه كردادى فراموش نكردد كرزنى صد نوبتش سنك وكر عمرى نوازى سفله را بكمتر تندى آيد باتو درجنك   
ومعنى الكفر ان انكار النعمة والمعروف وستره وترك شكره وحمده وعدم الثناء على فاعله ومعطيه. وفيه اشارة الى ان النزع انما كان بسبب كفرانهم