الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ }

{ قال لو ان لى بكم قوة } لو للتمنى وهو الانسب بمثل هذا المقام فلا يحتاج الى الجواب وبكم حال من قوة اى بطشا والمعنى بالفارسية كاشكى مرا باشد بدفع شما قوتى { او آوى الى ركن شديد } عطف على ان لى بكم لما فيه من معنى الفعل الركن بسكون الكاف وضمها الناحية من الجبل وغيره اى لو قويت على دفعكم ومقاومتكم بنفسى او التجأت الى ناصر عزيز قوى استند اليه واتمنع به فيحميني منكم شبه بركن الجبل فى الشدة والمنعة. وقال الكاشفى يابناه كيرم وباز كردم بركنئ سخت يعنى عشيره وقبيله كه بديشان منع شماتوانم كرد وكان لوط رجلا غريبا فيهم ليس له عشيرة وقبيلة يلتجئ اليهم فى الامور الملمة والغريب يعينه احد غالبا فى اكثر البلدان خصوصا فى هذا الزمان قال الحافظ
تيمار غريبان سبب ذكر جميلست جانا مكر اين قاعده درشهر شمانيست   
وانما تمنى القوة لان الله تعالى خلق الانسان من ضعف كما قالخلقكم من ضعف } والعارف ينظر الى هذا الضعف ذوقا وحالا ولذا قيل ان العارف التام المعرفة فى غاية العجز والضعف عن التأثير والتصرف لانقهاره تحت الوحدة الجمعية وقد قال تعالىفاتخذه وكيلا } والوكيل هو المتصرف فان الهم التصرف بجزم تصرف وان منع امتنع وان خير اختار ترك التصرف الا ان يكون ناقص المعرفة وفى المثنوى
ماكه باشيم اى تومار جان جان تاكه ما باشيم باتو درميان دست نى تادست جنباند بدفع نطق نى تادم زند از ضر ونفع بيش قدرت خلق جمله باركه عاجزان جون بيش سوزن كاركه   
وفى الحديث " رحم الله اخى لوطا كان يأوى الى ركن شديد " وهو نصر الله ومعونته. واختلف فى معناه. فقال الكاشفى يعنى بخداى بناه كرفت وخداى اورايارى دادكه ملجأ درماندكان جزدركاه اونيست
آستانش كه قبله همه است دربناهش زماهى تايمه است هركه دل در حمايتش بستست ازغم هردو كون وارستست   
وقال ابن الشيخ اى كان يريد او يتمنى ان يأوى الى ركن شديد وفى قولهرحم الله } اشارة الى ان هذا الكلام من لوط ليس مما ينبغى من حيث انه يدل على قنوط كلى ويأس شديد من ان يكون له ناصر ينصره والحال انه لا ركن اشد من الركن الذى كان ياوى اليه أليس اله بكاف عبده انتهى. وعن ابن عباس رضى الله عنهما ما بعث الله نبيا بعد لوط الا فى عز من قومه يعنى استجيب دعوته ضرورة وكان صلى الله عليه وسلم يحميه قبيلته كأبى طالب فانه كان يتعصب للنبى ويذب عنه دائما وانما اضطر الى الهجرة بعد وفاته -روى- ان لوطا اغلق بابه دون اضيافه حين جاؤا واخذ يحاولهم من وراء الباب فتسوروا الجدار فلما رأت الملائكة ما بلوط من الكرب