الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }

{ قالوا } منكرين عليها { اتعجبين من امر الله } اى من شأن الله تعالى بايجاد الولد من كبيرين. قال الكاشفى ازكاوخداى تعالى هيج عجيب نيست كه از صنع آلت واز فضل بى علت ازميان دو بير فرزندى بيرون آرد
قدرتى راكه بركمال بود كى جنينها از ومحال بود   
قال سعدى المفتى اخذ جبريل عمودا من الارض يابسا فدلكه بين اصبعيه فاذا هى شجرة تهتز فعرفت انه من الله تعالى. وفى التأويلات النجمية { من امر الله } اى من قدرة الله تعالى فان لله تعالى سنة وقدرة فيجرى امر العوام بسنته وامر الخواص اظهارا للآية والاعجاز بقدرته فاجرى امره بقدرته ومثلها امرأة عمران وهى حنة كانت عاقرا لم تلد الى ان عجزت اى صارت عجوزا ثم حملت بمريم وقد سبق فى آل عمران فاذا كان هذا الحمل بقدرة الله تعالى خارقا للعادة لم يحتج الى الحيض ايضا فى كبر السن كما فسر بعض العلماء قوله تعالىضحكت } بحاضت قيل لما صلب الحجاج عبد الله بن الزبير جاءته امه اسماء بنت ابى الصديق فلما رأته حاضت مع كبر سنها وقد بلغت مائة سنة وخرج اللبن من ثدييها وقالت حنت اليه مراتعه ودرت عليه مراضعه { رحمة الله } التى وسعت كل شيء واستبقت كل خير { وبركاته } خيراته النامية المتكاثرة فى كل باب التى من جملتها هبة الاولاد حالتان { عليكم } لازمتان لكم لا تفارقاكم يا { اهل البيت } ارادوا ان هذه وامثالها مما يكرمكم به رب العزة ويخصكم بالانعام به يا اهل بيت النبوة فليست بمكان عجب. والجملة مستأنفة فقيل خبر وهو الاظهر وقيل دعاء وقيل الرحمة النبوة والبركات الاسباط من بنى اسرائيل لان الانبياء منهم وكلهم من ولد ابراهيم عليه السلام ومثله قصة نوح عليه السلامقيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك } وقد سبق { انه } اى الله تعالى { حميد } فاعل ما يستوجب به الحمد من عباده لا سيما فى حقها { مجيد } كثير الخير والاحسان الى عباده خصوصا فى ان جعل بيتها مهبط البركات. وفى التأويلات النجمية { حميد } على ما يجرى من السنة والقدرة { مجيد } فيما ينعم به على العوام والخواص واصل المجد فى كلامهم السعة. قال ابن الشيخ المجد الكرم والمجيد صيغة مبالغة منه. وقال الامام الغزالى رحمه الله المجيد الشريف ذاته الجميل افعاله الجزيل عطاؤه ونواله فكان شريف الذات اذا قارنه حسن الفعال سمى مجيدا