الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ }

{ فلما جاء امرنا } بس آن هنكام كه آمد فرمان ما بعذاب ايشان { نجينا } التنجية نجات دادن { صالحا والذين آمنوا معه } متعلق بنجينا وبآمنوا وهو الاظهر اذا المراد آمنوا كما آمن صالح واتبعوه فى ذلك لا ان زمان ايمانهم مقارن لزمان ايمانه فان ايمان الرسول مقدم على ايمان من اتبعه من المؤمنين { برحمة } اى ملتبسين بمجرد رحمة عظيمة { منا } وفضل لا باعمالهم كما هو مذهب اهل السنة. قال فى التأويلات النجمية هى توفيق اعمال النجاة. وقال فى الارشاد هى بالنسبة الى صالح النبوة والى المؤمنين الايمان { ومن خزى يومئذ } عطف على نجينا اى ونجيناهم من خزى يومئذ اى من ذله ومهانته وفضيحته ولا خزى اعظم من خزى من كان هلاكه بغضب الله وانتقامه. قال ابن الشيخ كرر نجينا لبيان ما نجاهم منه وهو هلاكهم يومئذ اى يوم اذا جاء امرنا فان اذ مضافة الى جملة محذوفة وعوض عنها التنوين او هو الذل والهوان الذى نزل بهم فى ذلك اليوم ولزمهم بحيث بقى ما لحقهم من العار بسببه مأثورا عنهم ومنسوبا اليهم الى يوم القيامة فان معنى الخزى العيب الذى تظهر فضيحته ويستحيى من مثله. واعلم ان ظرف الزمان اذا اضيف الى مبنى جاز فيه البناء والاعراب فمن قرأ بفتح الميم بناه لاضافته الى مبنى وهو اذ الغير المتمكن ومن قرأ بكسرها اعربه لاضافة الخزى اليه والقراءة الاولى لنافع والكسائى والثانية لغيرهما { ان ربك } يا محمد { هو القوى } القادر على كل شيء { العزيز } الغالب عليه لا غيره. وقال الكاشفى { هو القوى } اوست توانا بنجات مؤمنان { العزيز } غالب بردشمان برهلاك ايشان } ولكون الاخبار بتنجية الاولياء لا سيما عند الانباء بحلول العذاب اهم ذكرها اولا ثم اخبر بهلاك الاعداء