الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ }

{ والى ثمود } اى وارسلنا الى ثمود وهى قبيلة من العرب سموا باسم ابيهم الاكبر ثمود بن عاد بن ارم بن سام. وقيل انما سموا بذلك لقلة مائهم من الثمد وهو الماء القليل. فى تفسير ابى الليث انما لم ينصرف لانه اسم قبيلة وفى الموضع الذي ينصرف جعله اسما للقوم { اخاهم } اى واحدا منهم فى النسب { صالحا } عطف بيان لاخاهم وهو صالح بن عبيد بن آسف بن ماسخ بن عبيد بن خاور ابن ثمود { قال } استئناف بيانى كأن قائلا قال فما قال لهم صالح ارسل اليهم فقيل قال { يا قوم } اى قوم من { اعبدوا الله } وحده لانه { ما لكم من اله غيره } نيست شمارا معبودى جزوى { هو } لا غيره لانه فاعل معنوى وتقديمه يدل على القصر { انشأكم } كونكم وخلقكم { من الارض } من لابتداء الغاية اى ابتداء انشاءكم منها فانه خلق آدم من التراب وهو انموذج منطو على جميع ذرياته التى ستوجد الى يوم القيامة انطواء اجماليا لان كل واحد منهم مخلوق من المنى ومن دم الطمث والمنى انما يتولد من الدم والدم انما يتولد من الاغذية وهى اما حيوانية او نباتية والنباتية انما تتولد من الارض والاغذية الحيوانية لا بد ان تنتهى الى الاغذية النباتية المتولدة من الارض فثبت انه تعالى انشأ الكل من الارض { واستعمركم فيها } من العمر يقال عمر الرجل يعمر عمرا بفتح العين وسكون الميم اى عاش زمانا طويلا واستعمره الله اى اطال بقاءه ونظيره بقى الرجل واستبقاه الله من البقاء اى ابقاء الله فبناه استفعل للتعدية. والمعنى عمركم واستبقاكم فى الارض وبالفارسية وزند كانى وبقاداد شمارا درزمين. درمدارك مذ كورست كه سال عمر هريك از ثمود از سيصد تاهزار بوده ويجوز ان يكون من العمارة بالفارسية آبادان كردن. قال كعب قوله تعالى { واستعمركم فيها } يدل على وجوب عمارة الارض لان الاستعمار طلب العمارة والطلب المطلق منه تعالى يحمل على الامر والايجاب. والمعنى امركم بالعمارة فيها واقدركم على امارتها. كما قال فى الكاشفى شما قدرت داد برعمارت زمين تامنازل نزه ساختيد وبر حفر انهار وغرس اشجار اشتغال نموديد { فاستغفروه } فاطلبوا مغفرة الله بالايمان يعنى ايمان أريد تا شمارا بيامرزد فان ما فصل من فنون الاحسان داع الى الاستغفار { ثم توبوا اليه } من عبادة غيره لان التوبة لا تصح الا بعد الايمان وقد سبق تحقيق " ثم " هذه غير مرة { ان ربى قريب } اى قريب الرحمة لقوله تعالىان رحمة الله قريب من المحسنين } { مجيب } لمن دعاه وسأله قال سعدى المفتى والذى يلوح للخاطر ان قوله تعالى قريب ناظر لتوبوا ومجيب لاستغفروا اى ارجعوا الى الله فانه قريب ما هو بعيد واسألوا منه المغفرة فانه مجيب لسائله لا يخيبه

السابقالتالي
2 3