الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاۤ إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ }

{ واتبعوا } اى الاسافل { امر كل جبار } فرمان هرسر كشى { عنيد } ستيزه كاررا قال فى التبيان الجبار المتعظم فى نفسه المتكبر على العباد والعنيد الذى لا يقول الحق ولا يقبله. وقال القاضى اى من كبرائهم الطاغين قال سعدى المفتى اشار الى ان الجبار بمعنى المتكبر فانه يأتى بمعنى المتكبر الذى لا يرى لاحد عليه حقا ويقال اذا طغى. والمعنى عصوا من دعاهم الى الايمان وما ينجيهم واطاعوا من دعاهم الى الكفر وما يرديهم { واتبعوا } اى التابعون والرؤساء { فى هذه الدنيا لعنة } اى ابعادا عن الرحمة وعن كل خير اى جعلت تابعة لهم ولازمة تكبهم فى الذعاب كمن ياتى خلف شخص فيدفعه من خلفه فيكبه وانما عبر عن لزوم اللعنة لهم بالتبعية للمبالغة فكأنها لا تفارقهم وان ذهبوا كل مذهب بل تدور معهم حيثما داروا ولوقوعه فى صحبة اتباعهم فى يوم القيامة ايضا لعنة وهى عذاب النار المخلد حذفت لدلالة الاولى عليها { الا ان عادا كفروا ربهم } جحدوه كأنهم كانوا من الدهرية وهم الذين يرون محسوسا ولا يرون معقولا وينسبون كل حادث الى الدهر. قال فى الكواشى كفر يستعل متعديا ولازما كشكرته وشكرت له { ألا بعدا العاد } بدانديكه دوريست مرعاديانرا يعنى ازرحمت دورند كما قال فى التبيان وعاد ارم الحديث وانما كرر ألا ودعاءه عليهم واعاد ذكرهم تهويلا لامرهم وتفظيعا له وحثا على الاعتبار بهم والحذر من مثل حالهم وفى المثنوى
بس سباس اوراكه مارا درجهان كرد بيدا از بس بيشينيان تاشنيديم آن سياستهاى حق بر قرون ماضيه اندر سبق استخوان وبشم آن كركان عيان بنكريد ويند كيريد اى مهان عاقل از سر بنهد اين هستى وباد جون شنيد انجام فرعونان وعاد ورنه بنهد ديكران از حال او عبرتى كيرند از اضلال او   
ثم قوله { ألا بعدا لعاد قوم هود } دعاء عليهم بالهلاك اى ليبعد عاد بعدا وليهلكوا والمراد به الدلالة على انهم كانوا مستوجبين لما نزل عليهم بسبب ما حكى عنهم وذلك لان الدعاء بالهلاك بعد هلاكهم ففائدته ما ذكر ثم اللام تدل ايضا على الاستحقاق وعلى البيان كأنه قيل لمن فقيل لعاد. قال سعدى المفتى ويجوز ان يكون دعاء عليهم باللعن. وفى القاموس البعد والبعاد اللعن انتهى. وفى الكفاية شرح الهداية اللعن على ضربين. احدهما الطرد من رحمة الله تعالى وذلك لا يكون الا للكافر. والثانى الابعاد عن درجة الابرار ومقام الصالحين وهو المراد بقوله عليه السلام " المحتكر ملعون " لان اهل السنة والجماعة لا يخرجون احدا من الايمان بارتكاب الكبيرة وجاء فى اللعن العام " لعن الله من لعن والديه ولعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوى محدثا ولعن الله من غير منار الارض "

السابقالتالي
2 3