الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ يٰهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِيۤ آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ }

{ قالوا } استئناف بتقدير سؤال سائل كأنه قيل ما قال له قومه بعد ان امرهم ونهاهم فقيل قالوا { يا هود ما جئتنا ببينة } اى بحجة تدل على صحة دعواك وانما قالوه لفرط عنادهم وعدم اعتدادهم بماء جاءهم من المعجزات كما قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم لولا انزل عليه آية من ربه مع فوات آياته الحصر { وما نحن بتاركى آلهتنا } اى بتاركى عبادتهم واصله تاركين سقطت النون بالاضافة { عن قولك } حال من الضمير فى تاركى كأنه قيل وما نترك آلهتنا صادرين عن قولك اى صادرا تركنا عن ذلك باسناد حال الوصف الى الموصوف ومعناه التعليل على ابلع وجه لدلالته على كونه علة فاعلية ولا يفيده الباء واللام. قال السعدى المفتى قد يقال عن للسببية كما فى قوله تعالىالا عن موعدة وعده اياه } فيتعلق بتاركى اى بقولك المجرد عن حجة { وما نحن لك بمؤمنين } اى بمصدقين فيما تدعونا اليه من التوحيد وترك عبادة الآلهة وهم اقناط له من الاجابة والتصديق