الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }

{ فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك } -روى- ان مشركى مكة لما قالوا ائت بقرآن غير هذا ليس فيه سب آلهتنا ولا مخالفة ابنائنا همّ النبى عليه السلام ان يدع سب آلهتهم ظاهرا فانزل الله تعالى هذه الآية ولعل اما للترجى ومعناه توقع امر مرجو لا وثوق بحصوله كقوله تعالىلعلكم تفلحون } واما للاشفاق وهو توقع امر مخوف كقوله تعالىلعل الساعة قريب } والرجاء والاشفاق يتعلقان بالمخاطبين دون الله سبحانه والمراد هنا اما الاول فالمعنى لعظم ما يرد على قلبك من تخليطهم تتوهم انهم يزيلونك عن بعض ما انت عليه من تبليغ ما اوحى اليك ولا يلزم من توقع الشيء وجود ما يدعو اليه ووقوعه لجواز ان يكون ما يصرف عنه وهو عصمة الرسل عن الخيانة فى الوحى والثقة فى التبليغ ههنا واما الثانى فالمعنى اشفق على نفسك ان تترك تبليغ ما يوحى اليك وهو ما يخالف رأى المشركين مخافة ردهم له واستهزائهم وهو اوجه من الاول كما فى بحر العلوم للسمرقندى. قال الكاشفىفلعلك تارك } بس شايد كه توترك كننده باشى. امام ما تريدى رحمة الله ميكويد استفهام بمعنى نهى است يعنى ترك مكن { وضائق به صدرك } اى عارض لك ضيق صدر بتلاوته عليهم وتبليغه اليهم فى اثناء الدعوة والمحاجة وضمير به يعود الى بعض ما يوحى وعدل عن ضيق الى ضائق ليدل على انه ضيقا عارضا غير ثابت لان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان افسح الناس صدرا ونحوه فلان سائد لمن عرضه له السودد وسيد لمن هو عريق فيه { ان يقولوا } اى مخافة ان يقولوا مكذبين { لولا انزل عليه } هلا القى عليه { كنز } مال من السماء يستعين به فى اموره وينفقه فى الاستتباع كالملوك. قال ابن الشيخ كنز اى مال كثير من شأنه ان يجعل كنزا اى مالا مدفونا فان الكنز اسم للمال المدفون فهو لا ينزل فوجب ان يكون المراد به ههنا ما يكنز وقد جرت العادة بان يسمى المال الكثير بهذا الاسم { او جاء معه ملك } يشهد له على صدق قوله ويعينه على تحصيل مقصوده فتزول الشبهة عن امره كما قال رؤساء مكة يا محمد اجعل لنا جبال مكة ذهبا ان كنت رسولا وقال آخرون ائتنا بالملائكة ليشهدوا بنبوتك { انما انت نذير } ليس عليك الا الانذار بما اوحى اليك ولا عليك ردوا او تهكموا او اقترحوا فما بالك يضيق به صدرك { والله على كل شيء وكيل } فتوكل عليه فانه عالم بحالهم وفاعل بهم جزاء اقوالهم وافعالهم قال الكواشى تلخيصه ادّ الرسالة غير ملتفت اليهم فانى حافظك وناصرك عليهم
در شبى مهتاب مه را برسماك ازسكان وعوعو ايشان جه باك   
قال فى المفاتيح الوكيل القائم بامور العباد وتحصيل ما يحتاجون اليه. وقيل الموكول اليه تدبير البرية وحظ العبد منه ان يكل اليه ويتوكل عليه ويلقى بالاستعانة اليه