الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }

{ ولقد } اى وبالله لقد { آتينا موسى الكتاب } اى التوراة وهو اول كتاب اشتمل على الاحكام والشرائع واما ما قبله من الكتب فانما كانت مشتملة على الايمان بالله وتوحيده ومن ثمة قيل لها صحف واطلاق الكتب عليها مجاز { فاختلف فيه } اى فى شأنه وكونه من عند الله وآمن به قوم وكفر به آخرون فلا تبال يا محمد باختلاف قومك فيما آتيناك من القرآن واصبر على تكذيبهم كما صبر موسى على تكذيب قومه. ففيه تسلية له صلى الله عليه وسلم ولما قسم صلى الله عليه وسلم غنائم الطائف واطال بعض المنافقين الكلام فى انه لم يعدل فى القسمة قال عليه السلام " من يعدل اذا لم يعدل الله ورسوله رحمة الله على اخى موسى لقد اوذى باكثر من هذا فصبر " يعنى ان موسى اصابه الكثير من جهة قومه فصبر على اذاهم فلم يجزع فانا احق بالصبر منه لان الجمعية الكمالية فى ذاته عليه السلام اتم فحظه من الصفات الالهية والاخلاق الحميدة الربانية اكثر واوفر قال المولى الجامى قدس سره فى نعته
بر دفتر جلال تو تورات يك رقم وزمصحف جمال توانجيل يك ورق   
{ ولولا كلمة سبقت من ربك } هى كلمة القضاء بانظارهم الى يوم القيامة. قال سعدى المفتى الا ظهر ان لا تقيد بيوم القيامة فان اكثر طغاتهم نزل بهم العذاب يوم بدر وغيره { لقضى بينهم } اى لا وقع القضاء بين المختلفين من قومك بانزال العذاب الذى يستحقه المبطلون ليتميزوا به عن المحقين { وانهم } اى وان كفار مكة اريد به بعض من رجع اليهم ضمير بينهم للامن من الالباس { لفى شك } عظيم { منه } اى من القرآن وان لم يجر له ذكر فان مقام التسلية ينادى على ذلك نداء غير خفى { مريب } وصف لشك يقال ارابه اوقعه فى الريبة. يعنى نفس را مضطرب ودل را شوريده كننده