الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }

{ الر } اى هذه السورة الر اى مسماه بهذا الاسم فيكون خبره مبتدا محذوف او لا محل له من الاعراب مسرود على نمط تعديد الحروف للتحدى والاعجاز وهو الظاهر فى هذ السورة الشريفة اذ على الوجه الاول يكون كتاب خبرا بعد خبر فيؤدى الى ان يقال هذه السورة كتاب وليس ذاك بل هى آيات الكتاب الحكيم كما فى سورة يونس وحمل الكتاب على المكتوب او على البعض تكلف وهو اللائح بالبال قالوا الله اعلم بمراده من الحروف المقطعة فانها من الاسرار المكتومة كما قال الشعبى حين سئل عنها سر الله فلا تطلبوه والله تعالى لا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول او وارث رسول. وفى الحديث " ان من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه الا العلماء بالله فاذا نطقوا به لا ينكره الا اهل الغرة بالله " رواه ابو منصور لديلمى وابو عبد الرحمن السلمى كما فى الترغيب قال الرقاشى هى اسرار الله يبديها الى امناء اوليائه وسادات النبلاء من غير سماع ولا دراسة وهى من الاسرار التى لم يطلع عليها الا الخواص كما فى فتح القريب وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال حفظت من رسول الله وعائين فاما احدهما فبثثته فيكم واما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم. قال البخارى البلعوم مجرى الطعام كما فى شرح الكردى على الطريقة المحمدية. وقال سلطان المفسرين والمؤولين ابن عباس رضى الله عنهما معنى الر انا الله ارى منم خداى كه مى بينم طاعت مطيعانرا ومعصيت عاصيانرا وهركس را مناسب عمل اجزا خواهم داد بس ايت كمله مشتمل است بروعد ووعيد كما فى تفسير الكاشفى ويقال الالف آلاؤه واللام لطفه والراء ربوبيته كما فى تفسير ابى الليث وسياتى فى التأويلات غير هذا { كتاب } اى هذا القرآن كتاب كما ذهب اليه غير واحد من المفسرين { احكمت آياته } نظمت نظما محكما لا يعتريه نقض ولا حلل لفظا ومعنى كالبناء المحكم المرصف او منعت من النسخ بمعنى التغيير مطلقا وفى المثنوى
مصطفى را وعده كرد الطاف حق كربميرى تونميرد اين سبق كس نتاند بيش وكم كردن درو تو به ازمن حافظى ديكر مجو هست قرآن مرترا همجون عصا كفر هارا دركشد جون ازدها تو اكر درزير حاكى خفته جون عصايش دان توآنجه كفته قاصدا انرا برعصايت دست نى توبخسب اى شه مبارك خفتنى   
{ ثم فصلت } يقال عقد مفصل اذا جعل بين كل لؤلؤتين خرزة. والمعنى زينت آياته بالفوائد كما تزين القلائد بالفرائد اى ميزت وجعلت تفاصيل فى مقاصد مختلفة ومعان متميزة من العقائد والاحكام والمواعظ والامثال وغير ذلك وثم للتفاوت فى الحكم اى الرتبة لا للتراخى فى الوجود والوقوع فى الزمان او للتراخى فى الاخبار لا فى الوقت فان الشائع فى الجمل ان يراد بها نفس مفهومها الا انه قد يراد بها الاخبار.

السابقالتالي
2