الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

{ وان يمسسك الله بضر } واكر برساند خداى بتو مرضى ياشدتى يا فقرى { فلا كاشف له } عنك { الا هو } وحده { وان يردك بخير } واكر خواهد بتوصحت وراحت وغنا { فلا راد } فلا دافع { لفضله } من جملة ما ارادك به من الخير كائنا من كان فيدخل فيه الاصنام. وفيه ايذان بان فيضان لخير منه تعالى بطريق التفضل من غير استحقاق عليه سبحانه ولعل ذكر الارادة مع الخير والمس مع الضر مع تلازم الامرين للايذان بان الخير مراد بالذات وان الضر انما يمس من يمسه لما يوجبه من الدواعى الخارجية لا بالقصد الاولى ولم يستثن مع الارادة كما استثنى مع المس بان يقول الا هو لانه قد فرض ان تعلق الخير به واقع بارادة الله تعالى فصحة الاستثناء تكون بارادة ضده فى ذلك الوقت وهو محال اذ لا يتعلق الارادتان للضدين فى وقت واحد بخلاف مس الضر فان ارادة كشفه لا تستلزم المحال { يصيب به } ميرساند فضل خودرا اى بفضله الشامل لما ارادك به من الخير ولغيره { من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم } فتعرضوا لرحمته بالطاعة ولا تيأسوا من غفرانه بالمعصية. وفى التأويلات النجمية { وهو الغفور } يستر بنور وجهه ظلمة وجود الصديقين { الرحيم } يتقرب برحمته الى الطالبين الصادقين وهم الذين دينهم عبادة الله وطاعته ومحبته وطلبه لا عبادة الهوى والدنيا وطاعتها ومحبتها وقال فى المفاتيح معنى الغفور يستر القبائح والذنوب باسبال الستر عليها فى الدنيا وترك المؤاخذة والعقاب عليها فى الآخرة وحظ العارف من هذا الاسم ان يستر من اخيه ما يحب ان يستر منه وقد قال عليه السلام " من ستر على مؤمن عورته ستر الله عورته يوم القيامة " والمغتاب والمتجسس والمكافئ على الاساءة بمعزل عن هذا الوصف وانما المتصف به من لا يفشى من خلق الله الا احسن ما فيه -يروى- ان عيسى عليه السلام مر مع الحواريين بكلب ميت قد غلب نتنه فقالوا ما انتن هذه الجيفة فقال عيسى عليه السلام ما احسن بياض اسنانها تنبيها على ان الذى ينبغى ان يذكر من كل شيء ما هو احسن كما فى شرح الاسماء الحسنى للامام الغزالى وقال فى المثنوى فى الاسم الرحيم
بند كان حق رحيم وبردبار خوى حق دارند در اصلاح كار مهربان بى رشوتان يارى كران در مقام سخت ودر روز كران   
نسال الله تعالى ان يفيض علينا سجال رحمته ويديم دوران كاسات فضله ومغفرته