{ والسماء والطارق } أي: والروح الإنساني والعقل الذي يظهر في ظلمة النفس وهو النجم الذي يثقب ظلمتها وينفذ فيها فيبصر بنوره ويهتدي به كما قال:{ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } [النحل، الآية:16]. { إن كل نفس لما عليها حافظ } مهيمن رقيب يحفظها وهو الله تعالى، إن أريد بالنفس الجملة وإن أريد بها النفس المصطلح عليها من القوة الحيوانية فحافظها الروح الإنساني { إنه } أي: إنّ الله على رجع الإنسان في النشأة الثانية لقادر كما قدر على إبدائه في النشأة الأولى. { يوم تُبْلى السرائر } تظهر وتعرف خفيات الضمائر بالمفارقة عن الأبدان وجعل الباطن ظاهراً { فما له من قوة } في نفسه يمتنع بها على قدرته { ولا ناصر } يمنعه وينصره على الامتناع. { والسماء ذات الرجع } أي: والروح ذات الرجع في النشأة الثانية { والأرض } أي: والبدن { ذات الصدع } بالانشقاق عن الروح وقت زهوقه أو الشقّ وقت اتصاله به. { إنّه } أي: القرآن { لقول فصل } فارق بين الحق والباطل بين أي عقل فرقاني ظهر بعدما كان قرآنياً { وما هو بالهزل } بالكلام الذي ليس له أصل في الفطرة ولا معنى في القلب والله القادر، والله أعلم.