{ ربّ السموات والأرض وما بينهما الرحمن } أي: ربّهم المعطي إياهم ذلك العطاء هو الرحمن لأن عطاياهم من النعم الظاهرة الجليلة دون الباطنة الدقيقة، فمشربهم من اسم الرحمن دون غيره { لا يملكون منه خطاباً } لأنهم لم يصلوا إلى مقام الصفات فلا حظ لهم من المكالمة. { يوم يقوم الروح } الإنساني وملائكة القوى في مراتبهم صافين أي: مرتبة كل في مقامه كقوله:{ وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } [الصافات، الآية:164] { لا يتكلمون إلاَّ من أذن له الرحمن } يسر له بأن هيأ له استعداد المكالمة في الأزل ووفقه لإخراج ذلك الاستعداد إلى الفعل بالتزكية { وقال صواباً } قولاً حقاً لا باطلاً. { إنّا أنذرناكم عذاباً } هو عذاب الهيئات الفاسقة من الأعمال الفاسدة دون ما هو أبعد منه من عذاب القهر والسخط وهو ما قدّمت أيدهم، والله تعالى أعلم.