الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } * { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } * { يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

{ إنّ هذه } تذكير لسلوك طريقي والسير فيّ { فمن شاء اتّخذ } سبيلاً إليّ { وما تشاؤون إلاَّ } بمشيئتي بأن أريدهم فيريدوني فتكون إرادتهم مسبوقة بإرادتي، بل عين إرادتي الظاهرة في مظاهرهم { إنّ الله كان عليماً } بما أودع فيهم من العلوم { حكيماً } بكيفية إيداعها وإبرازها فيهم بإظهار كمالهم. { يدخل من يشاء في رحمته } بإفاضة ذلك الكمال المودع فيه عليه وإظهاره { والظالمين } الباخسين حقهم الناقصين حظهم منها بالاحتجاب عنها، أو الواضعين نور فطرتهم الذي هو النور الإلهي الأصلي الحاصل من اسمه المبدىء في غير موضعه من محبة الأنداد والاحتجاب بالآثار وعبادة الأغيار { أعدّ لهم عذاباً } بالوقف على الربّ لوقوفهم مع الغير ثم على النار لوقوفهم مع الآثار مؤلماً إيلاماً شديداً.