الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُوْرِيكُمْ دَارَ ٱلْفَاسِقِينَ } * { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ }

{ في الألواح } أي: الألواح تفاصيل وجود موسى من روحه وقلبه وعقله وفكره وخياله. وإلقاؤها عند الغضب هو الذهول عنها والتجافي عن حكم ما فيها كما يحكم أحدنا بحسن الحلم والتحمّل للأذى، ثم ينسى عند سورة الغضب ولا يتذكر شيئاً مما في عقله من علمه عند ظهور نفسه { فخذها بقوّة } أي: بعزيمة لتكون من أولي العزم { وأمر قومك يأخذوا بأحسنها } أي: بالعزائم دون الرخص { سأريكم دار الفاسقين } أي: عاقبة الذين لا يأخذون بها. { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } لأن التكبر من صفات النفس، فهم في مقام النفس محجوبون عن آيات الصفات التي تكون في مقام القلب دون المتكبرين بالحق الذين اتّصفوا بصفة الكبرياء في مقام المحو والفناء، فقام كبرياؤه تعالى مقام تكبّرهم، كما قال جعفر الصادق عليه السلام في جواب من قال له: فيك كل فضيلة إلا أنك متكّبر! فقال: " لست بِمُتَكّبر، ولكن كبرياء الله تعالى قام مني مقام التكّبر ".