{ وهو القاهر فوق عباده } بتصرّفه فيهم كما شاء وإفنائهم في عين الجمع المطلق إذ لا شيء إلا وهو مقهور فيه { ويرسل عليكم حفظة } هي قواهم التي ينطبع فيها كل حال بحسب الرسوخ وعدمه، فيظهر عليهم عند انسلاخهم عن البدن فيتمثل بصور تناسبها إما روحانية لطيفة توصل إليها الروح والثواب، وإما جسمانية مظلمة توصل إليها العذاب بل تظهر تلك الصور على جوارحها وأعضائها فتتشكل بهيآتها وتنطق عليهم بأعمالها بلسان الحال. والقوى السماوية التي أشرنا إليها وإلى انتقاش جميع الحوادث الجزئية فيها فتظهر عليهم بأسرها عند مفارقتها عن بدنها، لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها عليهم وهي بأعيانها الرسل التي توفتهم عند الموت. والردّ أيضاً يكون في عين الجمع المطلق فإنه للجزاء { وهو أسرع الحاسبين } لوقوع حسابهم في آن وهو: توفيهم.