الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ ٱلرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوۤءًا بِجَهَٰلَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُلْ لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَآءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ } * { قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ يَقُصُّ ٱلْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْفَٰصِلِينَ } * { قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ ٱلأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِٱلظَّالِمِينَ }

{ وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا } بمحو صفاتهم { فَقُل سلامٌ عليكم } لتنزهكم عن عيوب صفاتكم وتجرّدكم عن ملابسها { كتب ربّكم على نفسه الرحمة } ألزم ذاته إبدال صفاتكم بصفاته رحمة لكم، لأن في الله خلفاً عن كل ما فات { أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة } أي: ظهر عليه في تلوينه صفة من صفاته بغيبة وغفلة، ثم رجع عن تلوينه من بعد ظهور تلك الصفة وفاء إلى الحضور فعرفها وقمعها بالإنابة إلى الله والتضرّع بين يديه والرياضة { فإنه غفور } يسترها عنه { رحيم } يرحمه بهبة التمكين ونعمة الاستقامة. { وكذلك نفصل الآيات } أي: مثل ذلك التبيين الذي بيّنا لهؤلاء المؤمنين نبين لك صفاتنا { ولتستبين سبيل } المحجوبين بصفاتهم الذين يفعلون ما يفعلون بها وذلك إجرامهم. { قل إني نهيت أن أعْبُد } ما سوى الله من الذين تعبدون بهواكم من مال أو نفس أو شهوة أو لذة بدنية أو غير ذلك، فلا { أتبع أهواءَكُم } بعبادتها فأضلّ إذاً باحتجابي بها فلا أهتدي إلى التوحيد ومعنى الماضي أنه تحقق ضلالي على هذا التقدير وما أنا من الهدى في شيء.