الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } * { وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ }

{ قد خسر الذين } المحجوبون المكذبون بلقاء الحق { حتى إذا جاءتهم } القيامة الصغرى ندموا على تفريطهم فيها { وهم يحملون أوزارهم } من أعباء التعلقات، وأفعال محبة الجسمانيات، ووبال السيئات، وآثام هيئات الحسيّات { على ظهورهم } أي: ارتكبتهم واستولت عليهم للرسوخ في نفوسهم فحجبتهم وعذّبتهم وثبطتهم عما أرادوا { وما الحياة الدنيا } أي: الحياة الحسيّة، لأن المحسوس أدنى إلى الخلق من المعقول { إلا لعب } أي: إلا شيء لا أصل له ولا حقيقة سريع الفناء والانقضاء { وللدار الآخرة } أي: عالم الروحانيات { خير للذين } يتجرّدون عن ملابس الصفات البشرية واللذات البدنية { أفلا تعقلون } حتى تختاروا الأشرف الأطيب على الأخس الأدون الفاني. { قد نعلم إنه ليحزنك } عتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بظهور نفسه بصفة الحزن { لا يكذبونك } إلى آخره، أي: ليس إنكارهم تكذيبك لأنك لست في هذه الدعوة قائماً بنفسك ولا هذا الكلام صفة لك، بل تدعوهم بالله وصفاته وهذه عادة قديمة.