الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ } * { وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { أَن تَقُولُوۤاْ إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلْكِتَابُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ } * { أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ٱلْكِتَابُ لَكُنَّآ أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَآءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي ٱلَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }

{ ثم آتينا موسى الكتاب } أي: بعدما وصّاكم بسلوك طريق الفضيلة في قديم الدهرآتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } [البقرة، الآية: 153] { تماماً على الذي أحسن } أي: تتميماً لكرامة الولاية ونعمة النبوّة مزيداً على الذي أحسنه موسى من سلوك طريق الكمال وبلوغه إلى ما بلغ من مقام المكالمة والقرب بالوجود الموهوب بعد الفناء في الوحدة، كما قال تعالى:فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [الأعراف، الآية: 143] بالتكميل ودعوة الخلق إلى الحق { وتفصيلاً لكل شيء } يحتاج إليه الخلق في المعاد { وهدى } لهم إلى ربّهم في سلوك سبيله { ورحمة } عليهم بإفاضة كمالاته عليهم بواسطة موسى وكتابه { لعلهم بلقاء ربّهم يؤمنون } الإيمان العلمي أو العياني. { وهذا كتابٌ أنزلناه مُبَارك } بزيادة الهداية إلى محض التوحيد والإرشاد إلى سواء السبيل يهدي بأقرب الطرق إلى أرفع الدرجات من الكمال { فاتّبعوه واتّقوا } كل ما سوى الله حتى ذواتكم وصفاتكم { لعلكم ترحمون } رحمة الاستقامة بالله وفي الله بالوجود الموهوب. { أو تقولوا لو أنّا أُنْزِل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم } لقوّة استعداداتنا وصفاء أذهاننا إن صدقتم { فقد جاءتكم بينة من ربكم } بيان لكيفية سلوككم { وهدى } إلى مقصدكم { ورحمة } بتسهيل طريقكم وتيسيرها إلى أشرف الكمالات.