الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } * { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } * { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } * { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } * { ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ } * { فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } * { وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } * { يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ }

{ فويلٌ يومئذ للمكذبين } الذين احتجبوا بالدنيا عن الآخرة فكذبوا بالجزاء { الذين } يخوضون في باطل الذات الحسيّة والاعتقادات الفاسدة والأقوال المزخرفة ويتعمقون في اللعب الذي هو الحياة الدنيا وزينتها السريعة الزوال. { يوم يدعون } أي: يجرّون ويسحبون بالعنف { إلى نار } الحرمان والآلام في قعر بئر الطبيعة الفاسقة المنحوسة في سلاسل التعلقات وأغلال الهيئات الجرمانية. { إنّ المتّقين } الذين اتّقوا الرذائل وصفات النفوس { في جنّات } من جنات الصفات ولذّة وذوق وتنعم فيها { فاكهين } متلذذين { بما آتاهم ربّهم } من أنوار التجليات ومعارف الوجدانيات والكشفيات { ووقاهم ربّهم عذاب } جحيم الطبيعيات والاحتجاب بالبهيميات والسبعيات من الهيئات. { كلوا } من أرزاق الحكم والعلوم الحقيقية التي هي قوت القلوب { واشربوا } من مياه العلوم النافعة وخمور العشق والمحبة أكلاً هنيئاً وشرباً { هنيئاً } سائغاً غير ذي غصّة { بما كنتم تعملون } بسبب أعمالكم في الزهد والعبادة والمجاهدة والرياضة. { متكئين على سرر } أي: مراتب ومقامات { مصفوفة } مترتبة كالتسليم والتوكل والرضا أو متقابلة تتساوى في مقاماتهم كقوله:إِخْوَاناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } [الحجر، الآية:47]. { وزوجناهم بحور عين } أي: قرناهم بما في درجاتهم من الصور المقدسة والجواهر المجردة من الروحانيات التي لا حسن وراء حسنها { وأمددناهم بفاكهة } من الواردات اللذيذة والمواجيد الذوقية والإشراقات البهيجة { ولحم } من العلوم المقوية للقلوب والحكم المحيية لها { مما يشتهون } أي: يشتاقون إليه بمقتضى استعداداتهم وأحوالهم { يتنازعون } يتعاطون ويتعاورون في مباحثاتهم ومحاوراتهم ومذكراتهم { كأساً } خمراً لذيذاً من المعارف والعشقيات والذوقيات { لا لغو فيها } بسقط الحديث والهذيان والكلام بما لا طائل تحته { ولا تأثيم } ولا قول يأثم به صاحبه وينسب إلى الإثم كالغيبة والفواحش والشتم والأكاذيب.