الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِـي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ } * { يَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ } * { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }

{ إنّا نحن نحيي ونميت } أي: شأننا الإحياء والإماتة نحيي أولاً بالنفس ثم نميت عنها ثم نحيي بالقلب ثم نميت عنه ثم نحيي بالروح ثم نميت عنه بالفناء { وإلينا المصير } بالبقاء بعد الفناء بل في كل فناء إذ لا غير يصيرون إليه. { يوم تشقق } أرض البدن { عنهم سراعاً } إلى ما يجانسهم من الخلق { ذلك حشر علينا يسير } نحشرهم مع من يتوّلونه بالمحبة بانجذابهم إليه دفعة بلا كلفة من أحد { نحن أعلم بما يقولون } لإحاطة علمنا بهم وتقدمه عليهم وعلى أقوالهم { وما أنت عليهم بجبّار } تجبرهم على خلاف ما اقتضى استعدادهم وحالهم التي هم عليها،إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ } [الغاشية، الآية:21] فاصبر بشهود ذلك مني واحبس النفس عن الظهور بالتلوين وذكر بالقرآن بما نزل عليك من العقل الجامع بجميع المراتب { من } يتأثر بالتذكير فـ { يخاف وعيد } لكونه قابلاً للوعظ مجانساً لك في الاستعداد قريباً مني دون المردودين الذين لا يتأثرون به والله تعالى أعلم.