الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ قِيَٰماً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَٱلْهَدْيَ وَٱلْقَلاَئِدَ ذٰلِكَ لِتَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ }

{ جعل الله } كعبة حضرة الجمع { البيت } المحرّم من دخول الغير فيه كما قيل: جلّ جناب الحق من أن يكون شريعة لكل وارد. { قياماً للناس } من موتهم الحقيقي وانتعاشاً لهم به وبحياته وقدرته وسائر صفاته { والشهر الحرام } أي: زمان الوصول، وهو زمان الحج الحقيقي الذي يحرم ظهور صفات النفس فيه { والهَدي } أي: النفس المذبوحة بفناء تلك الكعبة { والقلائِد } وخصوصاً النفس القوية، الشريفة، المطيعة، المنقادة، فإنّ التقرّب بها أفضل وشأنها عند البقاء والقيام بالوجود الثاني والحياة الحقيقية أرفع { ذلِكَ } أي: جعل تلك الحضرة قياماً لكم { لِتَعْلَموا } بعلمه عند القيام به { إنّ الله يَعْلَم } حقائق الأشياء في عالم الغيب والشهادة وعلمه محيط بكل شيء، إذ لا يمكن إحاطة علمكم بعلمه. { اعْلَمُوا أنّ الله شديد العِقاب } بالحجب لمن ظهر بصفة أو بقية حال الوصول أو ضرب بخطأ واشتغل بغير حال السلوك وانتهك حرمة من حرماته { غفور } للتلوينات والفترات { رحيم } بهيئة الكمالات والسعادات التي لا يعلم قدرها إلا هو. { ما على الرسول إلاّ } التبليغ لا الإيصال { والله يَعْلم } سرّكم وعلانيتكم { ما تُبْدون } من الأعمال والأخلاق { وما تَكْتمون } من النيّات والعلوم والأحوال، هل تصلح للتقرّب بها إليه؟ وهل تستعدّون بها للقائه أم لا؟.