{ إنما وليكُم الله ورَسُوله } والمؤمنون لا هم للتنافي الحقيقي بينكم وبينهم، أي: يتولى الله ورسوله والمؤمنون إياكم أو لا يتولى الله وأولياءه من الرسول والمؤمنين المحجوبون للتضادّ الحقيقي بينهم، إنما تتولون الله ورسوله والذين آمنوا أنتم. جمع أولاً في إثبات ولايتهم لله مطلقاً ثم فصلها بحسب الظاهر، فقال: { ورسوله والذين آمنوا } ، كما فعل في الشهادة في قوله تعالى:{ شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } [آل عمران، الآية: 18]. { الذين } آمنوا { يقيمونَ } صلاة الشهود والحضور الذاتي { ويُؤتونَ } زكاة البقايا { وهم رَاكعون } خاضعون في البقاء بالله بنسبة كمالاتهم وصفاتهم إلى الله كأمير المؤمنين عليه السلام النازل في حقه هذا القائل: لا إله إلا الله بعد فناء الخلق، لا منتصبون في مقام الطغيان بنسبتها إلى أنفسهم. { ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا } فهو من أهل الله، وإن أهل الله { هم الغَالِبون } بالله. { وترى كثيراً منهم يُسَارعون } أي: يقدمون على جميع الرذائل بالسرعة لاعتيادهم بها وتدربهم فيها وكونها ملكات لنفوسهم فالإثم رذيلة القوة النطقية لأنه الكذب، والعدوان رذيلة القوّة الشهوية.