{ ما خَلَقنا السَّموات والأرض وما بَيْنَهما إلاَّ بالحق } أي: بالوجود المطلق الثابت الأحدي الصمدي الذي يتقوّم به كل شيء، أو بالعدل الذي هو ظل الوحدة المنتظم به كل كثرة، كما قال: بالعدل قامت السماوات والأرض. { و } بتقدير { أجلٍ مسمَّى } أي: كمال معين ينتهي به كمال الوجود وهو القيامة الكبرى بظهور المهدي وبروز الواحد القهار بالوجود الأحدي الذي يفنى عنده كل شيء كما كان في الأزل { والذينَ كَفَروا } بالاحتجاب عن الحق { عمَّا أنذروا } من أمر هذه القيامة { معرضون }. { قل أرأيتم ما تَدعون من دُون الله } تسمونه وتثبتون له وجوداً وتأثير أي شيء كان { أرُوني } ما تأثيره في شيء أرضي بالاستقلال أو شيء سماويّ بالشركة { ائتوني } على ذلك بدليل نقليّ من كتاب سابق أو عقلي من علم متقن { إن كنتم صادقين } ، { ومن أضلّ ممن يَدْعو من دُون الله } أي شيء كدعاء الموالي للسادة مثلاً إذ لا يستجيب له أحد إلا الله. { وإذا حشر النَّاس كانوا لهم أعدَاء } لأن عبادة أهل الدنيا لسادتهم وخدمتهم إياهم لا تكون إلا لغرض نفساني وكذا استعباد الموالي لخدمهم فإذا ارتفعت الأغراض وزالت العلل والأسباب كانوا لهم أعداء وأنكروا عبادتهم يقولون: ما خدمتمونا ولكن خدمتم أنفسكم، كما قيل في تفسير قوله تعالى:{ ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } [الزخرف، الآية: 67].