{ حم * عسق } أي: الحق ظهر بمحمد ظهورعلمه بسلامة قلبه، فالحق محمد ظاهراً وباطناً، والعلم سلامة قلبه عن النقص والآفة أي: كماله وبروزه عن الحجاب إذ تجرّد القلب ظهور العلم { كذلِكَ } مثل ذلك الظهور على مظهرك وظهور علمه على قلبك { يوحي إليك وإلى الذين من قبلك } من الأنبياء { الله } الموصوف بجميع صفاته { العَزِيز } المتمنع بسرادقات جلاله وستور صفاته { الحَكِيم } الذي يظهر كماله بحسب الاستعدادات ويهدي بالوسايط والمظاهر جميع العباد على وفق قبول الاستعداد. { لَه ما في السموات وما في الأرض } كلها مظاهر صفاته وصور مملكته ومحالّ أفعاله { وهو العليّ } عن التقيّد بصورها والتعين بأعيانها { العَظِيم } الذي تضاءلت وتصغّرت في سلطانه وتلاشت وتفانت في عظمته { تَكَاد السموات يتفطّرن من فوقهنَّ } لتأثرهنّ من تجليات عظمته ويتلاشين من علوّ قهره وسلطنته { والمَلائِكَةِ } من العقول المجرّدة والنفوس المدبرة { يُسَبِّحون } ذاته بتجرّد ذواتهم حامدين له بكمالات صفاتهم { ويَسْتغفرون لمن في الأرض } بإفاضة الأنوار على أعيانهم ووجوداتهم بعد استفاضتهم إياها من الحضرة الأحدية { ألاَّ إنّ الله هو الغَفُور } بستر ظلمات ذوات الكل من الملائكة والناس بنور ذاته { الرَّحِيم } بإفاضة الكمالات بتجليات صفاته على وجوداتهم لا غيره. { ولو شَاءَ الله لجَعَلهم أمَّة واحِدَة } كلهم على الفطرة موحدين بناء على القدرة ولكن بنى أمره على الحكمة فجعل بعضهم موحدين عادلين وبعضهم مشركين ظالمين كما قال:{ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } [هود، الآية:118] لتتميز المراتب وتتحقق السعادة والشقاوة وتمتلىء الدنيا والآخرة والجنة والنار ويحصل لكل أهل ويستتب النظام ويحدث الانتظام.