{ ذلكم الله ربكم } أي: ذالكم المتجلي بأفعاله وصفاته الله الموصوف بجميع الصفات ربّكم بأسمائه المختصّة بكل واحدة من أحوالكم { خالق كل شيء } بالاحتجاب به { لا إله إلا هو } في الوجود يخلق شيئاً ويظهر بصفة { فأنى تؤفكون } عن طاعته إلى إثبات الغير وطاعته. مثل ذلك الضرب الذي ضربتم به لاحتجابكم بالكثرة يؤفك الجاحدون بآيات الله حين لم يعرفوها إذ يسترها إلى الغير. { الذين كذبوا بالكتَابِ } لبعد مناسبتهم له واحتجابهم بظلماتهم عن النور { فسوفَ يعلمُونَ } وبال أمرهم { إذ } أغلال قيود الطبائع المختلفة { في أعناقهم } وسلاسل الحوادث الغير المتناهية ممنوعين بها عن الحركة إلى مقاصدهم { يسحبون في } حميم الجهل والهوى ثم { يسجرون } في نار الأشواق إلى المشتهيات واللذات الحسيّة مع فقدها ووجدان آلام الهيئات المؤذية بدلها، فاقدين لما احتجبوا بها ووقفوا معها من صور الكثرة التي عبدوها قائلين { لم نكن ندعو من قبل شيئاً } لاطلاعهم على أنّ ما عبدوه وضيعوا أعمارهم في عبادته ليس بشيء فضلاً عن إغنائه عنهم شيئاً. { ذلكم } العذاب بسبب فرحكم بالباطل الزائل الفاني في الجهة السفلية بالنفس ونشاطكم به لمناسبة نفوسكم الكدرة الظلمانية البعيدة عن الحق له { ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها } لرسوخ رذائلكم واستحكام حجابكم { فبئس مثوى المتكبرين } الظاهرين برذيلة الكبر.