{ لكن الله يشهد بما أنزل إليك } لكونك في مقام الجمع وهم محجوبون لا يقرّون به بل هو يشهد { أنزَله بِعِلمه } ملتبساً بعلمه، أي: في حالة كونه عالماً به بحيث إنه علمه الخاص لا علمك ولا علم غيرك من غيره. { والملائِكَة يَشْهدون } لكونك مراعياً للتفصيل في غير الجمع فهو الشاهد بذاته وبأسمائه وصفاته { وكفى بالله شهيداً } أي: الذات مع الصفات تكفي في الشهادة إذ لا موجود غيره { كفروا } حجبوا عن الحق لكون ضلالهم بعيداً { إنّ الذين كفَروا } حجبوا عن الدين { وظَلموا } منعوا استعداداتهم عن حقوقها من الكمال بارتكاب الرذائل وتسليط صفات النفس على قلوبهم { لم يكُن الله ليَغفِر لهم } لرسوخ هيئات الرذائل فيهم وبطلان الاستعداد { ولا ليهديهم طريقاً } لجهلهم المركب واعتقادهم الفاسد وعدم علمهم بطريق ما من طرق الكمال { إلا طريق جهنم } نيران أشواق نفوسهم إلى ملاذها مع حرمانهم عنها { وكان ذلك } سهلاً على الله لانجذابهم إليها بالطبيعة.